تضم السعودية سلسلة من المتاحف الأثرية التي تنعش تراثها العريق وثقافتها الأصيلة عبر التاريخ، إذ تقوم هذه المتاحف بالحفاظ على الهوية العربية ونقلها إلى الأجيال، لذلك تعتبر متاحف المملكة محارباً يدافع عن هذا الإرث وصرحاً يعكس عراقة هذه البلاد، ومن أهمها هو متحف العالية الذي ظهر مؤخراً ليكون منارةً تُهدي الباحثين عن بر التاريخ الآمن، فما محتويات هذا المتحف؟، وما هي أقسامه؟؛ نجيب على جميع هذه الأسئلة في مقالنا هذا.
نبذة عن متحف العالية
هو أحد المتاحف السعودية الذي أسسه محمد بن محسن الدغريري في عام 2004م، بعد أن رأى ضرورة حفظ التراث الحضاري والإنساني لمنطقة جازان، إذ يُعتبر هذا المتحف جسراً يعبر بما يحتويه من تاريخٍ عريق إلى الأجيال الجديدة، كما يُعد مركزاً للباحثين وهواة التراث المحلي للمنطقة والسعودية بشكلٍ عام.

يعرض هذا المتحف التفاصيل الدقيقة لحياة الأجداد ويُعتبر من عوامل الجذب السياحي المحلي، وذلك من خلال الورش العمل الثقافية التي يقيمها، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية بطريقة تفاعلية وفريدة من نوعها، مثل ورشة “الإرشاد المتحفي وآلياته”، كما يتشارك في هذه السمات مع عدة متاحف أخرى مثل متحف الحدود الشمالية.
محتويات متحف العالية
يضم متحف العالية سلسلة من المقتنيات التراثية التي تُظهر سبل العيش للأجداد والأسلاف سابقاً في منطقة جازان، وذلك عن طريق عرض بعض الأدوات اليومية والمفروشات، بالإضافة إلى أدوات الزراعة والملابس التراثية والأسلحة، مما يساعد على تفاعل الزوار مع هذه المعروضات التي نسجت الحياة السابقة، ومن أشهر المقتنيات به بشكل مفصل:
- القعدة التقليدية: وهي أريكة تراثية يزيد عمرها عن 160 سنة لا تزال تتباهى بأجزائها الأساسية مثل القوائم الخشبية من السدر.
- سلسلة من الأدوات والآلات التقليدية في الزراعة، بالإِضافة إلى القدور النحاسية والأواني الخزفية والفخاريات.
- بعض المجوهرات النسائية التقليدية، إلى جانب الأسلحة مثل السيوف والخناجر والعملات.
أين يقع متحف العالية ؟
يقع هذا المتحف في قرية الدغارير التابعة لمحافظة صامطة ضمن حدود منطقة جازان في جنوب غرب السعودية، إذ يفسّر موقعه الاهتمام الكبير في إبراز التراث الجازاني ويعتبر من أهم الوجهات لعشاق التراث الجنوبي بشكلٍ عام.
أهمية المتحف

تكمن أهمية متحف العالية في عدة مجالات متنوعة كالآتي:
الحفاظ على التراث الحضاري
يحافظ هذا المتحف على التراث الحضاري عن طريق جمع القطع الأثرية والتراثية النادرة من منطقة جازان، وذلك عن طريق حفظ المواد المادية والمعنوية للأجيال القادمة، مما يمنع ضياع جزء من هوية المنطقة الثقافية.
ربط الأجيال بالماضي
كما ذكرنا سابقاً، يوفر هذا المتحف فرصاً ذهبية للتواصل المباشر مع الماضي، وذلك عن طريق المعروضات التي يمكن التفاعل معها والورش التعليمية التي تعرض أساليب الحياة السابقة للأجداد.
السياحة الثقافية
يُسهم في تنمية السياحة المستدامة المرتبطة بالتراث الحضاري، كما يتشارك في هذه المهمة مع العديد من المتاحف التي تواكب رؤية 2030 مثل متحف البحر الأحمر.
البحث والدراسة
يوفر هذا المتحف مصادر ومقتنيات أصلية للباحثين في دراسة الحياة التقليدية في جنوب غرب المملكة، فضلاً عن مساهمته في الدراسات الأكاديمية حول العادات والتقاليد، بالإضافة إلى الفنون الشعبية والصناعات التقليدية.
الأنشطة والفعاليات
في الحديث عن ورشة “الإرشاد المتحفي وآلياته”، فهي فعالية تساهم على نشر الوعي الثقافي لدى المجتمع واستهداف الشباب للتعرف أكثر على هويتهم الوطنية.
ختاماً، يُعرف هذا المتحف بكونه مركزاً اجتمع فيه العلم والثقافة بين جدرانه، لذلك يعتبر متحف العالية وجهة محببة قدمتها لكم مدونة بيوت السعودية ضمن سلسلة المتاحف الكبيرة التي تضمها، فهو جسر عبر الماضي الأصيل إلى الحاضر المجيد في رحاب المملكة.