هل تعلم أن بعض المجوهرات القديمة التي وُجدت في شبه الجزيرة العربية صُنعت من الأحجار الكريمة التي جاءت من الهند، ونُقشت عليها رموز لا تزال محل دراسة إلى اليوم؟ هذه التفاصيل الصغيرة تخبرنا أن التراث ليس مجرد تاريخ محفوظ في المتاحف فقط. ومن هنا جاءت مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي ، التي أطلقتها هيئة التراث لتأهيل الكوادر الوطنية وتدريبهم على يد خبراء عالميين، في برامج تُعقد داخل المملكة وخارجها.
لكن، ما الذي نعنيه حين نقول التراث الثقافي؟ ولماذا تهتم المملكة اليوم بتطوير مهارات العاملين في هذا المجال تحديدًا؟ وماذا تتضمن هذه البرامج التدريبية التي توصف بأنها عالمية ومجانية؟ في هذا المقال، سنحاول أن نأخذك في جولة داخل هذا البرنامج، لنكشف معًا كيف يتحول التراث من ذكرى… إلى مهنة.
ما هو التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية؟

حين نتحدث عن التراث الثقافي في السعودية، فنحن لا نتحدث فقط عن الماضي، بل عن الحاضر الذي يستمد جذوره من تاريخ طويل. إنه كل ما تركه الأجداد من معالم، وصوت، وصورة، وحرفة، وقيمة. تراث يعيش في تفاصيل المكان، وفي ذاكرة الناس.
مكونات التراث الثقافي في السعودية
- الآثار وتشمل المواقع التاريخية مثل مدائن صالح، وقرية الفاو، وغيرها من الأماكن التي كانت يومًا ما مفعمة بالحياة.
- التراث المعماري مثل البيوت الطينية في نجد، والأسواق القديمة في الحجاز، والتي تعكس أسلوب حياة وبراعة معمارية متجذّرة.
- الحرف اليدوية كحرفة السدو والنسيج، وصناعة الخوص والفخار، التي كانت وما زالت تُمارس في عدد من المناطق وتُظهر براعة الحرفيين المحليين.
- التراث غير المادي مثل المرويات الشعبية، والفلكلور، والأهازيج، والعادات التي تُروى وتُمارس وتُنقل شفهيًا من جيل إلى آخر.
ما هي مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي؟
هي سلسلة من البرامج التدريبية الحضورية المصممة خصيصًا لتطوير المهارات العملية والمهنية للكوادر الوطنية. تمتد المبادرة على مدار 12 شهرًا، وتتضمن سبعة برامج متنوعة، يشارك فيها 175 متدربًا، بواقع 25 متدربًا في كل برنامج. الهدف ليس فقط نقل المعرفة، بل خلق بيئة تعليمية تفاعلية قائمة على التجربة الميدانية والتدريب العملي.
ما يميز هذه المبادرة هو التعاون مع معاهد دولية مرموقة وخبراء معتمدين يمتلكون خبرات واسعة في مجالات الآثار، التراث المعماري، الحرف اليدوية، والتراث غير المادي. تُقام البرامج في مدينة الرياض أو مدن سعودية أخرى، ما عدا برنامجًا واحدًا يُقام خارج المملكة، تحديدًا في أسكتلندا، بالشراكة مع مؤسسة تعليمية عالمية. ورغم أن التدريب مقدم بالمجان، إلا أن تكاليف السفر والإقامة والتنقلات يتحملها المتدرب أو جهة عمله.
أهداف مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي
- تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وإعدادها لتولي المهام الإدارية والتنفيذية المتعلقة بالتراث
- إنشاء مسار مهني مستدام للعاملين في هذا القطاع الحيوي
- تحفيز الابتكار في أساليب الحفاظ على التراث باستخدام الأدوات والتقنيات الحديثة
- رفع الوعي المجتمعي بأهمية الإدارة المستدامة للتراث الثقافي وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي
- تعزيز التنوع الثقافي من خلال التعاون مع خبراء دوليين وتبادل الخبرات
برامج مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي
تقدم المبادرة سبعة برامج تدريبية حضورية، تُنظم على مدار عام كامل، بحيث تستمر مدة كل برنامج ما بين 5 إلى 10 أيام. تتميز هذه البرامج بتركيزها على التطبيق العملي والزيارات الميدانية، مما يمنح المتدربين تجربة واقعية مرتبطة مباشرة بمجال اختصاصهم. وقد حُدد عدد المشاركين بـ175 متدربًا، يُوزعون على البرامج بواقع 25 متدربًا في كل برنامج.
مميزات البرامج

- زيارات ميدانية إلى مواقع تراثية مختارة
- تدريبات عملية مخصصة حسب التخصص
- شهادات إتمام من مؤسسات دولية مرموقة
- شهادات مؤهلات اسكتلندية للبرنامج الخارجي في أسكتلندا
- تسجيل حصري عبر استمارة رسمية من هيئة التراث
شروط القبول في مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي
- أن يكون المتقدم سعودي الجنسية
- سيرته الذاتية تتناسب مع البرنامج المطلوب
- الالتزام الكامل بالحضور والتكاليف اللوجستية
اختم المقال بتأكيد أهمية مثل هذه المبادرات في دعم استدامة التراث الثقافي، حيث تُعد مبادرة بناء القدرات في مجال التراث الثقافي نموذجًا حيًا على الاستثمار في الإنسان، وتمكينه ليكون شريكًا في حفظ ذاكرة الوطن وتقديمها للأجيال القادمة وللعالم.
إذا كنت تهتم بمتابعة مستجدات المشاريع والمبادرات الثقافية والتنموية في المملكة، فلا تفوّت زيارة مدونة بيوت السعودية. نوفر لك محتوى ثريًا ومحدثًا عن كل ما يخص العقار، الأحياء السكنية، والمشاريع المستقبلية في مختلف مدن المملكة، بأسلوب احترافي وموثوق.