في مشهدٍ يُجسّد روح الرياض الثقافي المتجدد، تتلألأ حديقة السويدي هذا العام بألوانٍ لا تشبه إلا العالم نفسه. أصوات الموسيقى تتداخل مع نكهات الأطعمة وروائح التوابل، والابتسامات تتحدث بلغاتٍ متعددة، هكذا انطلقت النسخة الثانية من مبادرة انسجام عالمي 2 ، التي تنظمها وزارة الإعلام.
لكن ما الذي يجعل هذه المبادرة أكثر من مجرد فعالية ثقافية؟ وكيف استطاعت أن تجمع ثقافات العالم في قلب العاصمة؟
عن مبادرة انسجام عالمي 2
تُعد مبادرة انسجام عالمي 2 مساحة حضارية تفاعلية تحتفي بالتنوّع الاجتماعي في المملكة، وتفتح نوافذ جديدة على الثقافات التي تعيش وتزدهر داخلها.
تستمر فعالياتها حتى 10 نوفمبر، مقدمةً سلسلة من الأسابيع الثقافية التي تستضيف 14 دولة من آسيا وأفريقيا والعالم العربي. ويشارك فيها أكثر من 100 فنان ومبدع من خلفيات مختلفة، ليقدموا عروضًا ومشاهد فنية وموسيقية تعبّر عن جوهر التنوّع الإنساني في المملكة.
أهداف مبادرة انسجام عالمي 2

- تعزيز التقارب الثقافي والإنساني بين المقيمين والمجتمع السعودي
- إبراز مواهب المقيمين في مجالات الفن والتراث والحرف اليدوية
- تسليط الضوء على مساهمة الجاليات في تشكيل النسيج الاجتماعي للمملكة
- دعم مستهدفات برنامج جودة الحياة في جعل المدن السعودية بيئة تحتضن التنوع وتحتفي به
قال سفير جمهورية الهند الدكتور سهيل إعجاز خان إن المبادرة تمثل جسرًا ثقافيًا يعمّق الروابط بين الشعوب، مؤكدًا أن نجاح النسخة السابقة كان دافعًا لمشاركة أوسع هذا العام.
فعاليات مبادرة انسجام عالمي 2
تبدأ حكاية الانسجام من حديقة السويدي بالرياض، حيث تحوّل المكان إلى لوحة فنية تجمع بين الموسيقى والرقص والألوان وروائح التوابل الهندية. جاء أسبوع الثقافة الهندية ليكون أول محطة من محطات مبادرة انسجام عالمي 2، مقدّمًا تجربة غنية تعكس عمق التراث الهندي وتنوّعه.
العروض الفنية الشعبية
قدّمت الفرق الهندية مجموعة من اللوحات الاستعراضية التي مزجت بين الرقصات الكلاسيكية والإيقاعات الشعبية الحيوية، في عرضٍ مفعم بالطاقة والرمزية الثقافية. المشهد لم يكن مجرد أداء، بل رحلة بصرية تُحاكي تعدد المناطق في الهند وتنوّع موروثها الفني.
الموسيقى التراثية والغناء الحي
استقطب المسرح الغنائي جمهورًا واسعًا تفاعل مع الألحان الهندية القديمة والمعاصرة التي قدّمتها المؤدية بيسواجيتا ديب. كانت الإيقاعات تتنقل بين الهدوء والبهجة، وكأنها تنسج حوارًا موسيقيًا بين الهند والرياض.
ورش الحرف اليدوية والنقش بالحناء
لم تكن الفنون البصرية غائبة عن المشهد، فقد احتضنت الفعالية أركانًا متخصصة للحرف اليدوية التي تشتهر بها الهند، من التطريز والنسيج إلى فن النقش بالحناء الذي جذب الزائرات بتفاصيله الدقيقة وألوانه الزاهية.
أركان المأكولات الهندية
بين رائحة الكاري والبهارات، كان الزوار يعيشون تجربة ذوقية متكاملة في منطقة المأكولات التي قدّمت أشهر الأطباق الهندية مثل “البرياني” و”الماسالا”، لتتحول النكهات إلى جسر آخر للتواصل بين الثقافات.
الأنشطة العائلية ومساحات الأطفال
خصصت المبادرة مساحات تفاعلية للأطفال، تضمنت أنشطة تعليمية وفنية مستوحاة من الثقافة الهندية، مثل تلوين النقوش وزخرفة الأزياء الصغيرة. كان الهدف هو غرس قيم التعرّف على الآخر منذ الصغر بطريقة مرحة وممتعة.
تنوّع الثقافات في مبادرة انسجام عالمي 2

لا تتوقف الحكاية عند الهند. فخلال الأسابيع المقبلة، ستستضيف المبادرة فعاليات ثقافية من دول مثل:
- الفلبين
- مصر
- باكستان
- السودان
- الأردن
- لبنان
- فلسطين
- بنغلاديش
- اليمن
- إثيوبيا
كل أسبوع سيحمل هوية جديدة، وألوانًا مختلفة من الفنون والموسيقى والأطعمة، ليكشف جوانب غير مألوفة من حياة المقيمين، ويمكّنهم من مشاركة تراثهم أمام الجمهور السعودي في أجواء من التفاعل والاحترام المتبادل.
تنظيم وزارة الإعلام ودورها
يأتي دور وزارة الإعلام لهذه المبادرة بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه ليؤكد التزام الحكومة السعودية بتحويل الثقافة إلى جسر تواصل عالمي.
فالوزارة لم تكتف بالإشراف، بل أبدعت في خلق تجربة متكاملة تراعي التفاصيل الصغيرة: من تنوع العروض إلى التصميم التفاعلي للمساحات العامة.
كما تعمل على تغطية إعلامية محلية ودولية تُبرز صورة المملكة كمركز للإبداع والعيش المشترك، في انسجام تام مع قيم برنامج جودة الحياة ورؤية 2030.
الأثر والمستقبل

مبادرة انسجام عالمي 2 تزرع في المجتمع السعودي مفهوم “الثقافة المشتركة”، حيث يصبح كل مقيم سفيرًا لتراثه، وكل زائر مشاركًا في بناء الجسر الإنساني بين الشعوب.
ومع تنوع الثقافات المشاركة، يتكوّن نسيج حضاري يُثري الهوية السعودية المعاصرة، ويمنح الزوار تجربة لا تُنسى.
فوائدها المستقبلية
- تعزيز الحوار الثقافي بين الجاليات المختلفة
- إبراز السعودية كمركز عالمي للتبادل الثقافي
- خلق فرص تعاون جديدة في مجالات الفن والترفيه والسياحة
- دعم الاقتصاد الإبداعي كأحد محركات رؤية 2030
ختاما، هكذا تمضي مبادرة انسجام عالمي 2 بخطى واثقة نحو ترسيخ مفهوم التلاقي الثقافي في أرض المملكة. ليست مجرد فعالية، بل قصة عن التنوع الإنساني الذي يجمع أكثر من 14 ثقافة في مساحة واحدة، مليئة بالفن والموسيقى والمشاعر.
تابعوا مدونة بيوت السعودية للاطلاع على آخر الفعاليات الثقافية والمبادرات المبتكرة في المملكة، واكتشفوا المزيد من القصص المُلهمة عن التنوع والابتكار في حياتنا اليومية.