في وقت أصبحت فيه الصورة أقوى من الكلمة، لم تعد الكاميرا مجرد وسيلة لتوثيق اللحظات، بل أصبحت أداة للتغيير. بهذه الفكرة انطلقت مبادرة الراصد المعتمد من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، لتمنح المواطنين فرصة المشاركة في بناء مدن أجمل وأكثر أمانًا. فكل بلاغ صحيح قد يتحول إلى خطوة حقيقية نحو مدينةٍ أنظف وأكثر تنظيمًا.
لكن، كيف يمكن لأي شخص أن يصبح راصدًا معتمدًا؟ وما المكافأة التي تنتظره؟
ما هي مبادرة الراصد المعتمد ؟
هي مبادرة وطنية أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان لتمكين أفراد المجتمع من رصد المخالفات البلدية والإبلاغ عنها بشكل نظامي عبر منصة بلدي. الفكرة بسيطة لكنها مؤثرة: أن يكون المواطن شريكًا في الرقابة، ووسيلة لرفع جودة الحياة وتحسين المشهد الحضري في مدن المملكة.
تأتي المبادرة ضمن سلسلة من الخطوات التي تتبناها الوزارة لتفعيل الرقابة المجتمعية، باستخدام التقنيات الرقمية لضمان الدقة والشفافية في التعامل مع المخالفات، من أبسطها كترك المخلفات في الأماكن العامة، إلى أعقدها مثل التعدي على الممتلكات البلدية أو الممارسات التجارية غير النظامية.
أهداف مبادرة الراصد المعتمد

تسعى المبادرة إلى أكثر من مجرد استقبال بلاغات، بل تهدف إلى إشراك المجتمع في حماية مدنه من أي تشوه بصري أو سلوك سلبي. وتشمل أهدافها:
- تعزيز المشاركة المجتمعية في تطوير المدن
- الحد من التشوه البصري وتحسين المشهد الحضري
- تمكين المواطنين من المساهمة في الرقابة البلدية
- دعم مبدأ الشفافية في العمل البلدي
- نشر ثقافة الوعي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع
وبهذه الأهداف، تتحول المبادرة من مجرد نظام رقابي إلى مشروع وطني يزرع ثقافة الامتثال في تفاصيل الحياة اليومية.
التسجيل عبر منصة بلدي
للانضمام إلى المبادرة، خصصت الوزارة آلية واضحة عبر المنصة، يمكن من خلالها لأي فرد أن يصبح “راصدًا معتمدًا” من خلال الخطوات التالية:
- التسجيل في المنصة واختيار خدمة “الراصد المعتمد”
- تعبئة البيانات المطلوبة بدقة
- اجتياز دورة تدريبية قصيرة تشرح كيفية توثيق المخالفات بشكل صحيح
- رفع البلاغات عبر المنصة مع صور واضحة وموقع جغرافي دقيق
- انتظار اعتماد البلاغ من الجهة المختصة، ليُصبح مؤهلًا للحصول على المكافأة
وتضمن هذه العملية أن تكون البلاغات موثقة وذات مصداقية عالية، مما يسهم في تحقيق العدالة وحماية الممتلكات العامة.
مكافأة الراصد المعتمد
ما يميز هذه المبادرة هو الحافز المادي المشجع؛ إذ يمكن أن تصل مكافأة المبلِّغ إلى 25% من قيمة المخالفة المرصودة، وذلك وفق معايير محددة تتعلق بخطورة المخالفة وصعوبة اكتشافها والجهد المبذول في توثيقها.
ولتحقيق الشفافية، أوضحت الوزارة أن صرف المكافآت يتم ضمن منظومة حوكمة دقيقة تمنع ازدواجية البلاغات أو تكرارها، وتضمن أن تصل المكافأة لمن يستحقها.
أثر المبادرة على المجتمع والمدن
تسهم مبادرة الراصد المعتمد في تحقيق رؤية شاملة نحو مدنٍ أكثر تنظيمًا وجمالًا. فهي لا تقتصر على الجانب الرقابي فقط، بل تعزز روح التعاون والمسؤولية بين المواطن والجهات الرسمية.
كما تُمثل هذه الخطوة نموذجًا متطورًا للرقابة المجتمعية التي تبني الثقة وتدعم استدامة الخدمات البلدية، وتفتح المجال أمام كل فرد ليكون جزءًا من الحل لا مجرد متفرج على المخالفة.
تصريحات رسمية
وفي حديث تلفزيوني، أوضح عبدالرحمن العريني، وكيل وزارة البلديات والإسكان لتنظيم مشغلي المدن، أن التسجيل في المبادرة يتم عبر المنصة الشهيره بلدي وفق ضوابط محددة، وبعد اجتياز دورة تدريبية معتمدة. وأكد أن البلاغ يصبح مؤهلًا للمكافأة بعد اعتماده من الجهات المختصة وانتهاء فترة الاعتراض، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو رفع كفاءة العمل البلدي وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية.
الأسئلة الشائعة

ما هي مبادرة الراصد المعتمد؟
هي مبادرة أطلقتها وزارة البلديات لتمكين المواطنين من رصد المخالفات البلدية
كيف يمكن التسجيل في المبادرة؟
من خلال منصة بلدي، بعد اجتياز دورة تدريبية بسيطة واتباع خطوات التسجيل
كم تبلغ المكافأة؟
تصل إلى 25% من قيمة المخالفة المعتمدة وفق ضوابط محددة
ختاما، مبادرة الراصد المعتمد ليست مجرد مشروع رقابي، بل رسالة واضحة بأن جمال المدن يبدأ من وعي مواطنيها. فكل بلاغٍ مسؤول، وكل صورةٍ صادقة، هي خطوة نحو بيئة حضرية نظيفة ومنظمة، تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى لمدنٍ أكثر ازدهارًا وإنسانية.
تابع المزيد من المقالات والمبادرات المميزة عبر مدونة بيوت السعودية لتبقى مطلعًا على كل جديد في عالم العقار والحياة الحضرية.