مؤسسة مرصد العمل غير الربحي تعد أحد أبرز المبادرات لتطوير القطاع غير الربحي في المملكة، حيث تسهم في دراسة وتحليل تحدياته وتقديم حلول فعّالة لتحسين أدائه. بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تعمل المؤسسة على تعزيز التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في هذا المقال، سنتناول دور المؤسسة في دعم القطاع غير الربحي في المملكة، بما يشمل أهدافها، التحديات التي تواجهها، وأمثلة على المنظمات غير الربحية.
حول مؤسسة مرصد العمل غير الربحي
هي جهة بحثية واستشارية سعودية تهدف إلى دعم وتطوير القطاع غير الربحي في المملكة، من خلال رصد واقع هذا القطاع، وتحليل بياناته، وتقديم دراسات نوعية تعالج التحديات التي تواجهه. تأسست المؤسسة كجزء من جهود تحقيق رؤية المملكة 2030 لرفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز دوره في التنمية المستدامة.
متى تم تدشين مؤسسة مرصد العمل غير الربحي؟
تم تدشين المؤسسة في 19 مايو 2025، وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وقد قام معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بإطلاق المبادرة خلال حفل أقيم بهذه المناسبة.

أهداف مؤسسة مرصد العمل غير الربحي
في إطار رؤيتها النيرة، تسعى المؤسسة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، تتمثل في هذه النقاط بشكل أساسي:
- رصد الواقع الفعلي للقطاع من خلال جمع وتحليل البيانات بشكل منهجي لتقديم صورة دقيقة عن حالة القطاع غير الربحي في المملكة.
- تقديم الدراسات والتوصيات التي تسهم في تعزيز استدامة المنظمات غير الربحية ورفع مستوى تميزها.
- تسهيل التعاون والتنسيق بين المنظمات غير الربحية والقطاعين الحكومي والخاص.
- تشجيع المبادرات والحلول المبتكرة التي تلبي احتياجات المجتمع وتساهم في التنمية المستدامة.
- العمل على رفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% بحلول عام 2030.
مبادرة رخصة العمل التطوعي
هي إحدى المبادرات النوعية التي تهدف إلى تنظيم وتوثيق العمل التطوعي في المملكة. وذلك من خلال منح المتطوعين رخصاً رسمية تعزز من موثوقيتهم وتساعد الجهات غير الربحية على الاستفادة من مهاراتهم بشكل منظم وفعّال. تم إطلاق هذه المبادرة بالتزامن مع تدشين مؤسسة مرصد العمل غير الربحي في 19 مايو 2025. فكانت خطوة استراتيجية تعكس تكامل الجهود لتطوير القطاع غير الربحي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ما هي المؤسسات غير الربحية في السعودية؟
هي كيانات تعمل في مجالات متعددة مثل التعليم، الصحة، الخدمات الاجتماعية، البيئة، والثقافة، دون هدف تحقيق الربح المالي. تسعى هذه المؤسسات إلى تحقيق أهداف تنموية واجتماعية، وتساهم في تحسين جودة الحياة للمجتمع.
ما وضع المؤسسات غير الربحية في المملكة؟
تشهد المملكة نمواً ملحوظاً في عدد المنظمات غير الربحية. فقد بلغ عدد هذه المنظمات أكثر من 6,000 منظمة حتى نهاية عام 2020، مسجلة نمواً استثنائياً بنسبة 166% مقارنة بعام 2017. كما أسهمت هذه المنظمات بحوالي 8 مليارات ريال في الناتج المحلي الإجمالي. وتجاوزت مستهدفها في برنامج التحول الوطني لعام 2020م بالوصول إلى 50 ألف وظيفة. حيث وصل عدد المشتغلين في منشآت القطاع غير الربحي إلى 72,151 موظفًا وموظفة، بنسبة توطين تصل إلى 78%.
من أمثلة القطاع الغير ربحي في المملكة؟
تتنوع أمثلة القطاع غير الربحي في المملكة لتشمل مجموعة من النطاقات، من ضمنها:
الجمعيات الخيرية
مثل جمعية البر وجمعية الأطفال المعوقين، تقدم خدمات اجتماعية وصحية. تستهدف هذه الجمعيات الفئات المحتاجة وتسهم في تحسين جودة الحياة.
المؤسسات التعليمية غير الربحية
مثل المدارس والجامعات التي لا تهدف لتحقيق الربح المالي. وتركز على توفير التعليم ودعم البحث والمعرفة.
المراكز الصحية غير الربحية
مثل المستشفيات والعيادات التي تقدم خدمات منخفضة التكلفة. تسهم في دعم الرعاية الصحية للمجتمع بشكل مستدام.
المنظمات التطوعية
مثل الفرق التطوعية في مجالات الإغاثة والتعليم والصحة. وهي تعمل على تعزيز ثقافة التطوع وخدمة المجتمع بجهود ذاتية.

وفي هذا النطاق، اكتشف تعرف على مدينة محمد بن سلمان غير الربحية.
ما هي التحديات والمعوقات التي تواجه المنظمات غير الربحية ؟
رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها القطاع غير الربحي في المملكة، إلا أنه يواجه عدة تحديات ومعوقات، أبرزها:
- يواجه القطاع صعوبة في جذب الكفاءات بسبب قلة الحوافز الوظيفية، مما يؤدي إلى نقص في القوى العاملة وتسرب الكوادر.
- قلة الخبرات الإدارية التي تؤثر على جودة التخطيط واتخاذ القرار، وتعيق تحقيق الاستدامة داخل المنظمات.
- عدم توفر قاعدة بيانات موحدة مما يضعف من دقة التحليل واتخاذ القرارات المبنية على أسس علمية واضحة.
- الاعتماد الكبير على التمويل الخارجي الأمر الذي يضعف من قدرة المنظمات على التخطيط طويل الأمد وتنويع مصادر الدخل.
- قلة الاستثمار في الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة ينعكس سلباً على كفاءة الأداء وتوسيع الأثر المجتمعي.
دور مؤسسة مرصد العمل غير الربحي في دعم القطاع
يلعب مرصد العمل غير الربحي دورًا مهمًا في دعم القطاع غير الربحي من خلال جمع وتحليل البيانات لتقديم حلول علمية للمنظمات. كما يعزز التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص، مما يسهم في تحقيق شراكات فعالة. يدعم المرصد أيضًا الابتكار الاجتماعي عبر تشجيع المبادرات الجديدة، ويقدم توصيات تعزز استدامة المنظمات غير الربحية وتساعدها على الاستمرار وتحقيق أثر طويل المدى.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مؤسسة مرصد العمل غير الربحي ، حيث تناولنا دورها في دعم وتطوير القطاع غير الربحي في المملكة، بما في ذلك أهدافها، التحديات التي تواجهها، وأمثلة على المنظمات غير الربحية. كما استعرضنا جهود المؤسسة في جمع وتحليل البيانات، تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، ودعم استدامة المنظمات.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال الجمعيات الخيرية السعودية … أيدي العطاء.