يحمل قصر كوير المتواجد بقلب مدينة مكة المكرمة تفاصيل مدهشة من أصالة العمارة الحجازية. إذ يمزج القصر بين الجمال الفني والهوية الثقافية لمدينة الطمأنينة، ويعكس من خلال تصميمه ومواد بنائه وبيئته البانورامية قصة طواها الزمن. حفظت هذه التفاصيل بفضل حرص الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على حماية هذا الرمز العمراني الثمين من الاندثار، ليبقى علامة بارزة في معالم مكة ومثالًا حيًا على التطور المعماري الذي مر بها.

قصر كوير التاريخي
هو أحد أبرز المعالم العمرانية في مكة المكرمة. شيد القصر في أوائل القرن العشرين على ربوة بحي البيبان شمال الحرم. بناه التاجر المكي أحمد عمر باشنم العمودي الملقب بـ”كوير”. يتميز قصر كوير بتصميمه المعماري الفريد المؤلف من خمسة طوابق، وزخارفه الحجازية الأصيلة مثل الرواشين الخشبية والنقوش الجصية، وقد استخدمت في بنائه مواد محلية كالحجر والطين والجير وخشب الساج.
اقرأ أيضًا: ما أهمية موقع قصر علياء الأثري ؟
القص أحد معالم مكة المكرمة
يعتبر قصر كوير التاريخي من أبرز معالم مكة المكرمة التاريخية، وبوابة لمدخل حي البيبان الشمالي. إذ تقع المنطقة على ربوة طبيعية، كانت في العصور الوسطى منتجعًا لسكان مكة بسبب اعتدال المناخ، ووفرة المزارع والقصور المحيطة بها.
التصميم المعماري لقصر كوير التاريخي
يتمركز قصر كوير التاريخي على تلة مرتفعة في حي البيبان بمكة المكرمة. يمنحه موقعه إطلالة بانورامية مميزة على محيطه.صمم هذا القصر بمخطط أفقي مربع يعكس الطراز التقليدي للقصور المكية القديمة، مع خمسة طوابق تعكس تفرده مقارنة بغيره من المباني في تلك الحقبة، ليجمع بذلك بين الخصوصية والتهوية الطبيعية.
مواد بناء القصر
بني قصر كوير من الحجر المحلي والجير إلى جانب الطين والجص والأخشاب، مع استخدام خشب الساج الهندي في صناعة النوافذ والأبواب. تزين القصر بواجهة نوافذ الرواشين المزخرفة، إلى جانب نقوش جصية هندسية ونباتية تضفي جمالًا فنيًا على الشرفات والأسطح. أما من داخله فيضم القصر قاعات وصالات واسعة مع أحواش تعزز من الراحة والخصوصية.

الأبعاد الثقافية والتاريخية للقصر
بني قصر كوير التاريخي على يد التاجر أحمد عمر باشنم العمودي، المعروف بلقب كوير، والذي كان من أبرز تجار النورة الجير في منطقة مكة المكرمة. وبالرغم من أنه لم يسكن القصر، إلا أنه تحول إلى رمز اجتماعي بارز في المدينة، حيث استخدم مقرًا مؤقتًا للأمير محمد بن عبدالعزيز. وقد حظي القصر بزيارة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – خلال وجوده في منطقة مكة.
إضافة إلى ما سبق يمثل القصر شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ مكة في بدايات القرن العشرين، إذ يجسد تنوع المجتمع المكي والتحولات العمرانية التي شهدتها المدينة. لهذا يعتبر القصر نموذجًا فريدًا يجمع بين البعد الثقافي والعمق التاريخي، ليبقى جزءًا أصيلًا من هوية مكة العمرانية.
الحفاظ على القصر وإعادة التأهيل
واجه قصر كوير التاريخي خطر الإزالة في الماضي، ذلك بسبب مشروعات الطرق. لكن جهود المجتمع المحلي والباحثين عملت على إنقاذه وتحويل ملكيته إلى الجهات المختصة من أجل حمايته. غير ذلك يقترح الخبراء اليوم استثماره بشكل مستدام عبر تحويله إلى متحف معماري، أو مركز ثقافي، أو بيت ضيافة تراثي يبرز هوية مدينة مكة العمرانية، فيما تعمل أقسام العمارة في الجامعات على توثيق القصر وتصويره وحفظ ذاكرته التاريخية للأجيال القادمة.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول قصر كوير التاريخي، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: ما هي المسميات التي أطلقها المستكشفون على قصر الرضم ؟، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.