هل سمعت عن قرية زبالا الأثرية من قبل؟ كانت زبالا محطة رئيسية على طريق التجار والحجاج في العصور الإسلامية المبتكرة. ولا تزال القرية تحمل تاريخاً عريقاً يستحق الاكتشاف. وتعرف القرية لموقعها الاستراتيجي على درب زبيدة، وقد لعبت دوراً في توفير الطعام والماء والمسكن للمسافرين. فما الذي يجعل من زبالا إحدى أهم المواقع الأثرية في المملكة؟
أهمية موقع قرية زبالا

تقع القرية على بعد 25 كم جنوب محافظة رفحاء، ويتميز موقعها بأنها كانت محطة رئيسية للقوافل التجارية وحجاج بيت الله الحرام القادمين من الشام والعراق في طريقهم لمكة المكرمة. وقد اشتهرت القرية بكونها مورداً مائياً رئيسياً، ومحطة استراحة للحجاج، فهي تضم العديد من الآبار والبرك التي توفر مياه عذبة للمسافرين.
تاريخ قرية زبالا الأثرية
يعود تاريخ القرية إلى العصر العباسي، فقد كانت مركزاً تجارياً هاماً محطة رئيسية على طريق الحج. وقد شهدت القرية خلال هذا العصر ازدهاراً كبيراً، وتم بناء العديد من المنشآت التي تخدم التجار والحجاج مثل: الآبار العميقة والبرك المائية والحصون الدفاعية.
أبرز آثار قرية زبالا
تضم زبالا عدداً من المعالم الأثرية التي تعكس حضارتها العريقة وتاريخها القديم، ومن أبرز تلك المعالم:
- حصن زبالا: يقع حصن زبالا شرق القرية، وقد كان يستخدم لحماية القوافل التجارية والسكان من الغزوات.
- بئر زبالا: يعتبر حصن زبالا من أعمق الآبار التاريخية في المنطقة، وقد تم نحته في الصخر الصلب، ويصل عمقه إلى 250 متراً. ويتميز هذا البئر بفوهة مربعة تبلغ مساحتها 10*10 أمتار.
- برك المياه: يوجد العديد من برك المياه في القرية مثل: بركة أم العصافير، وبركة الشاحوف والشيحيات. وقد كانت تستخدم هذه البرك لتجميع مياه الأمطار، وتوفيرها للمسافرين والحجاج.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقرية زبالا
لا تعد زبالا مجرد محطة على طريق الحج، بل تعد مركزاً اقتصادياً هاماً، حيث كان يتم فيه إقامة الأسواق التي تستقطب التجار من المناطق المختلفة. وقد لعبت القرية دوراً اجتماعياً بارزاً في توفير خدمات للمسافرين والحجاج، وهو ما جعلها نقطة تجمع رئيسية في المنطقة.
التنقيبات الأثرية في زبالا
شهدت القرية عدداً من التنقيبات الأثرية منذ عام 2025، وقد تم الكشف عن عدة معالم تاريخية والتي تعكس تطور المدينة خلال العصور. وتعمل هيئة التراث السعودية على استكمالها أعمال التنقيب في أجزاء جديدة من الموقع، وذلك بهدف توثيق وحماية هذا الإرث الثقافي.
مواقع أثرية في محافظة رفحاء
تضم مدينة رفحاء الواقعة على الحدود الشمالية للمملكة عدداً من المواقع الأثرية التي تحكي تاريخ المنطقة وماضيها مثل قرية زبالا . ومن أبرز تلك المواقع:
قرية لوقة التاريخية
تقع القرية على بعد 100 كم غرب محافظة رفحاء، ويعود تاريخها بآلاف الأعوام، وما زالت بقايا حضاراتها حتى الآن. وقد كانت القرية منطقة تجمع سكاني كبير لأهل البادية، وذلك لوفرة مائها وعذوبته، وقد كانت مركزاً للتبادل التجاري. وكانت لوقة مركزاً تجارياً هاماً. ومن أشهر آثار قرية لوقة هو قصر الملك عبد العزيز، والذي لم يتبق منه إلا الأطلال الدالة على وجوده، إلى جانب المباني الطينية القديمة.
درب زبيدة

يعد درب زبيدة من أشهر الطرق التاريخية في محافظة رفحاء، حيث كان يسلكه سكان الجزيرة العربية. وما زالت بعض المعالم الأثرية باقية حتى الآن، وهو ما يمثل القيمة التاريخية لدرب زبيدة بوصفه طريقاً للتجارة والحج في العصور الإسلامية القديمة.
وبدأ تاريخ درب زبيدة من عصور ما قبل الإسلام، ثم ازدهر في عهد الخلافة الراشدة والفترة الأموية. وقد بلغ أوج ازدهاره في العصر العباسي، حيث تم إنشاء الاستراحات والمحطات عليه، والتي تم تزويدها بالبرك والآبار والقصور والسدود والخدمات المتنوعة.
في النهاية، تظل قرية زبالا شاهدة على عراقة التاريخ الإسلامي دوره في الربط بين الطرق التجارية والدينية وبين مناطق الجزيرة العربية. ويحمل المكان إرثاً غنياً يستحق الاستكشاف من الآبار العميقة إلى الحصون القديمة. فإن كنت من المهتمين بالتراث والتاريخ فإن زيارة القرية ستمنحك فرصة للتعرف على أسرارها ومعالمها. وإن كنت من المهتمين بالمواقع الأثرية في رفحاء يمكنك الاطلاع على قرية لينة في رفحاء من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد ويهمك.