في إطار سعي المملكة لترسيخ الثقافة المالية وإبراز تاريخها الاقتصادي، تبرز فعالية رحلة الريال السعودي كأحد أبرز الأنشطة الوطنية التي تسلط الضوء على مسيرة العملة السعودية من نشأتها الأولى إلى آفاقها الرقمية المستقبلية. تمثل هذه الفعالية تجربة فريدة تربط الأجيال، وتقدم محتوى غنيًا يدمج بين الجانب المعرفي والتفاعلي، في سرد حيّ يجمع بين الماضي العريق، الحاضر المتطور، والرؤية الطموحة لمستقبل الاقتصاد الوطني.
في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذه الفعالية الهامة من خلال استعراض موقعها في مكتبة الملك سعود، والجهات المنظمة لها، وأهدافها التوعوية، إلى جانب تسليط الضوء على أهمية مثل هذه الفعاليات الثقافية والاقتصادية، وتطور العملة الرقمية الرسمية، وموعد الفعالية، وأبرز محاورها، بما في ذلك البُعد التفاعلي والتقني الذي يميزها.
حول فعالية رحلة الريال السعودي
تُعد فعالية الريال واحدة من المبادرات الوطنية التي تسهم في تعزيز المحتوى المحلي الثقافي، وتسلط الضوء على إحدى الأدوات الاقتصادية الأكثر تأثيراً في حياة الأفراد والمجتمع. تقام الفعالية في عدة مدن بتنظيم مشترك بين البنك المركزي ووزارة الثقافة، وتهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ العملة السعودية وتطوراتها. تشمل الفعالية عروضًا تفاعلية تبدأ من النقود القديمة حتى الريال الرقمي، مع ركن خاص يوضح مستقبل العملة الرقمية ضمن رؤية 2030.

وفي هذا النطاق، اكتشف تاريخ الريال السعودي وكيفية تحويل العملات الأجنبية للعملة السعودية.
موعد فعالية الريال
أقيمت الفعالية في 8 مايو 2025، واستمرت ليوم واحد ضمن برنامج الفعاليات الوطنية التوعوية، وجذبت آلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة، من طلاب وطالبات، ومهتمين بالشأن الاقتصادي، وخبراء في التقنية المالية، بالإضافة إلى الزوار العاديين الذين جاءوا لاستكشاف هذه التجربة الغنية.
أهداف فعالية رحلة الريال السعودي 2025
تم تصميم الفعالية لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تضمن تعزيز الهوية الوطنية، وغيرها، ومن أبرز هذه الأهداف:
- تثقيف الجمهور بتاريخ العملة السعودية منذ بدايتها كعملات معدنية بسيطة وصولًا إلى الطبعات الورقية المتطورة، وحتى إطلاق المشاريع الرقمية.
- تعزيز الهوية الوطنية عبر ربط المواطنين بموروثهم المالي ومؤسساتهم الاقتصادية الرائدة مثل “مؤسسة النقد” و”البنك المركزي”.
- نشر الوعي المالي حول أهمية العملات، والتعامل الآمن معها، ومستقبل التعاملات غير النقدية.
- إشراك الجيل الجديد في قراءة تاريخ الدولة من منظور اقتصادي.
- دعم أهداف رؤية المملكة 2030 في تعزيز الثقافة المالية والتحول الرقمي.
أين ستقام فعالية رحلة الريال السعودي
احتضنت مكتبة الملك سعود بمدينة بريدة هذه الفعالية النوعية، لما تحمله هذه المكتبة من رمزية ثقافية ومكانة علمية في منطقة القصيم. تُعد المكتبة مركزًا حضاريًا يُعنى بنشر المعرفة والثقافة، وقد تم اختيارها كموقع للفعالية نظراً لتكامل بنيتها التحتية مع متطلبات الفعالية من حيث المساحات المخصصة للعرض، والأنظمة التقنية التي تدعم التجربة التفاعلية للزوار.
مكتبة الملك سعود بمدينة بريدة
في جنبات المكتبة، تم توزيع المعارض بحسب محاور زمنية وتكنولوجية تبدأ من الريال في مراحله الأولى وحتى الريال الرقمي، ما أتاح للزائرين خوض رحلة حقيقية عبر تاريخ العملة السعودية، مع توفير الشاشات التفاعلية والمجسمات التوضيحية والمقتنيات الأصلية النادرة.
تطورات العملة الرقمية الرسمية
أحد أبرز المحاور التي لاقت اهتمام الزوار تمثل في استعراض مستقبل الريال السعودي في ظل التحول الرقمي. فقد خصصت الفعالية قسماً خاصاً للحديث عن الريال الرقمي الذي يعمل عليه البنك المركزي السعودي كجزء من مبادرات الاقتصاد الرقمي. عُرضت فيه آلية عمل العملة الرقمية، وفوائدها، ومقارنة بينها وبين العملات المشفرة الأخرى.

تجربة تفاعلية تُحاكي المستقبل
كما شمل العرض التفاعلي سيناريوهات واقعية لمحاكاة استخدام الريال الرقمي في الحياة اليومية، مثل الدفع الفوري عبر التطبيقات والشراء عبر الإنترنت، ما أتاح للجمهور تصورًا عمليًا لمستقبل التعاملات المالية في المملكة، وأثار حوارات قيّمة بين الزوار حول جاهزية البنية التحتية، وفرص التوسع في هذا المجال.
ما دور الفعاليات الثقافية والاقتصادية في هذه التطورات؟
تلعب الفعاليات الثقافية مثل فعالية الريال دورًا حيويًا في ربط الجمهور بالتحولات الرقمية الجارية، من خلال تقديم المعلومات بلغة مبسطة وتجربة تفاعلية محفزة. فهي لا تكتفي بعرض التطورات التقنية فحسب، بل تساهم في نشر الوعي المالي والتقني، وتشجع على تقبّل الابتكارات المستقبلية مثل العملات الرقمية. كما تساعد هذه الفعاليات على بناء ثقة المجتمع في المؤسسات المالية الوطنية، وتعزز ثقافة التعلّم الذاتي لدى الزوار، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجية التحول الرقمي ورؤية المملكة 2030.
وفي هذا النطاق، تعرف على برنامج ريالي للوعي المالي.
الجهات المسؤولة عن تنظيم الفعالية
كما أُشير سابقًا، جاءت فعالية رحلة الريال السعودي ثمرة تعاون مشترك بين عدة جهات حكومية، إليك أبرز هذه الجهات:
تنظيم هيئة المكتبات
تولت هيئة المكتبات مسؤولية التنظيم والتنفيذ الميداني للفعالية. حيث عملت على تجهيز الموقع بشكل متكامل، بما في ذلك تنسيق الأركان التفاعلية وتنظيم العروض التثقيفية. كما قدمت الهيئة تطبيقًا إلكترونيًا يرافق الزوار خلال زيارتهم، مما أتاح لهم التفاعل مع المجسمات الرقمية والاطلاع على أرشيف العملة السعودية بشكل مبتكر، مما ساهم في جعل التجربة أكثر تفاعلية وتعليمية.
البنك المركزي السعودي
كان البنك المركزي السعودي (ساما) هو المصدر الأساسي للمحتوى العلمي والتاريخي في الفعالية. حيث قدم معروضات نادرة من أرشيفه المالي الذي يتناول تطور الريال السعودي منذ بداياته حتى عصرنا الحالي. كما قام البنك بشرح دور “الريال الرقمي” في المستقبل، مقدمًا رؤية المملكة 2030 فيما يخص التحول الرقمي والتطورات في الأنظمة المالية.
وزارة الثقافة السعودية
قدمت وزارة الثقافة الدعم الاستراتيجي لتنظيم الفعالية كجزء من مبادراتها لتعزيز الثقافة المجتمعية والوعي المالي. كما شاركت الوزارة في تسويق الفعالية على نطاق واسع، مما ساهم في جذب الزوار من مختلف المناطق. ومن خلال دعمها، كانت الوزارة جزءًا من تعزيز التكامل الثقافي والاقتصادي الذي تعكسه الفعالية، مما يعزز الوعي بتاريخ العملة السعودية وأهميتها في الاقتصاد الوطني.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول فعالية رحلة الريال السعودي ، حيث تناولنا في هذا المقال تفاصيل هذه الفعالية الفريدة التي تجمع بين التاريخ، الثقافة، والتقنية في عرض واحد. استعرضنا كيفية تنظيم الفعالية، الجهات المسؤولة عن تنفيذها، وأهم المحاور التي تم التركيز عليها، مثل تطور العملة السعودية.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال ماذا يعني رمز عملة الريال السعودي للمملكة والعالم؟