هل تعلم أن بعض المباني الأثرية في محافظة النماص بُنيت قبل ثلاثة قرون باستخدام مزيج بسيط من الطين والحجر والخشب، دون أي تقنيات حديثة، ومع ذلك ما زالت تقف شامخة حتى يومنا هذا؟ هذا المشهد لم يعد مجرد خلفية تاريخية صامتة، بل تحوّل إلى جزء حي من الفعاليات الثقافية والسياحية في صيف 2025. فقد انطلقت فعاليات صيف النماص وسط حضور جماهيري غفير، في حدثٍ يعكس التصاعد الكبير في مكانة النماص كوجهة صيفية وثقافية فريدة.
لكن، ما الذي يجعل صيف هذا العام مختلفًا في النماص؟ ولماذا بدأت الأنظار تتجه إليها كأحد أهم محاور صيف عسير؟ ستكتشف الإجابة كلما توغلت أكثر في تفاصيل هذا المقال.
لماذا يُعد صيف النماص وجهة استثنائية هذا العام؟
شهدت محافظة النماص خلال السنوات الماضية تطورًا كبيرًا على مستوى الفعاليات والتنظيم السياحي، لكن نسخة هذا العام من صيف النماص تأتي مختلفة بشكل واضح لعدة أسباب متكاملة.
الموقع الجغرافي
فهي تقع على ارتفاع يزيد عن 2400 متر فوق سطح البحر، ما يجعل مناخها معتدلًا طوال الصيف، وهي ميزة نادرة مقارنة بباقي مدن المملكة التي تعاني من حرارة مرتفعة خلال هذه الفترة. هذا المناخ اللطيف جعلها وجهة مثالية للعائلات والمصطافين.
دمج دقيق بين عناصر الترفيه والفن والتراث
دون التضحية بهوية المنطقة. فالفعاليات مصممة لتخاطب الزائر من مختلف الفئات، سواء كان يبحث عن المتعة البصرية، أو التجربة الثقافية، أو الأجواء العائلية.
التنظيم والدعم المؤسسي
الذي تحظى به الفعالية هذا العام يعكس اهتمام وزارة الثقافة وهيئة السياحة بتحويل النماص إلى محطة رئيسية ضمن صيف عسير، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع السياحي والتراثي.
الحضور الجماهيري الكبير
والتغطية الإعلامية الواسعة، والرضا العام الذي أبداه الزوّار في الأيام الأولى للفعاليات، يشير إلى نجاح كبير متوقع لهذا الموسم.
لماذا تم اختيار قصور العسابلة ؟

اختيار قصور العسابلة لانطلاق فعاليات صيف النماص 2025 يحمل دلالات ثقافية واضحة، فهذه القصور تعود لأكثر من 200 عام وتُعد من رموز العمارة العسيرية. تضم أكثر من 10 مبانٍ تراثية بنيت من الحجر والطين، وتمثل روح النماص القديمة. اليوم، لم تعد مجرد مبانٍ أثرية، بل فضاءً حيًا يعكس الهوية التاريخية للمكان.
في ليلة الافتتاح، امتلأت القصور بعروض فرقة رجال الحجر، والأهازيج، والأزياء الشعبية، وسط تفاعل جماهيري لافت. تم استخدام تقنيات عرض ضوئية حديثة مثل 3D Mapping لعرض قصص من تاريخ المنطقة. وتأتي هذه التجربة ضمن جهود وزارة الثقافة وهيئة السياحة لتعزيز حضور التراث في رؤية السعودية 2030.
أبرز فعاليات صيف النماص 2025
في هذا الموسم، لم تقتصر الفعاليات على البرامج التقليدية، بل جاءت متنوعة لتلبي جميع الأذواق، وتخلق تجربة متكاملة:
الحفلات الغنائية والأمسيات الفنية
تشهد ساحة القصور في المساء حفلات موسيقية وأمسيات شعرية وفنية، يحييها فنانون شباب وفرق محلية. هذه الفعاليات لا تقتصر على الطرب فقط، بل تُقدم أيضًا كمنصة لعرض المواهب الإبداعية في الغناء والعزف والرسم الحي.
عروض سينما القصور
في مبادرة جديدة، تم تحويل إحدى القاعات التراثية إلى سينما ليلية تُعرض فيها أفلام سعودية قصيرة ووثائقية عن التراث المحلي. الجو العام مختلف عن أي دار سينما تقليدية، فالجدران الحجرية تخلق إحساسًا بالحنين، والمقاعد البسيطة تعكس أصالة المشهد.
فقرة عصرية أطفال زمان
هي تجربة تعليمية وترفيهية موجهة للأطفال، تتيح لهم التعرّف على ألعاب الماضي مثل الغميمة، الكيرم، والصقلة، ضمن أجواء مرحة تتيح التفاعل بين الأجيال.
مسابقات الأزياء التراثية
فعالية جذبت اهتمام الزوار من مختلف الأعمار، حيث يتسابق المشاركون لارتداء أزياء عسيرية تقليدية، ويتم تقييمها من قبل لجنة مختصة بناءً على الدقة والابتكار والحفاظ على الهوية.
العروض الفلكلورية المتنقلة
فرق شعبية تجوب ساحات القصور والشوارع المحيطة، تؤدي رقصة الطاروق ومزمار الجنوب، مع دعوة الجمهور للمشاركة. هذه اللحظات تضيف أجواء حماسية وتفاعلية لا تُنسى.
الحراج التراثي والبائعون الجائلون
يضم مجموعة من الحرفيين المحليين الذين يعرضون منتجات تقليدية مثل المنسوجات، الفخار، العطور الشعبية، والحلويات القديمة، ما يُضفي على السوق طابعًا شعبيًا جميلًا.
شخصيات تاريخية حية
ممثلون بزيّ شخصيات تراثية مثل الفرّاش والكاتب والعمدة، يتجولون بين الزوار ويحكون قصصًا من تاريخ النماص بطريقة تفاعلية، مما يجعل التجربة أقرب لمسرح مفتوح.
صيف عسير 2025

في خضم الفعاليات السياحية التي تحتضنها منطقة عسير هذا العام، تبرز محافظة النماص كإحدى الوجهات المحورية ضمن برنامج صيف عسير، ويعود هذا التميز إلى عوامل متكاملة جعلت من النماص محطة لا يمكن تجاهلها:
الأنشطة في صيف نماص
- عروضًا يومية مخصصة للأطفال
- أمسيات فنية وغنائية تُقام أسبوعيًا
- أنشطة تراثية تقام بشكل يومي وتُعيد إحياء الثقافة المحلية
مواقع الفعاليات
- قصور العسابلة التي تحتضن الفعاليات التراثية والفنية
- شارع السوق القديم الذي يعج بالحرفيين والباعة الجائلين
- ساحة الفنون التي تتحول إلى مسرح مفتوح للعروض المتنوعة
ختاما، تختصر النماص في هذا الصيف كل ما يمكن أن تبحث عنه في وجهة سياحية داخلية: جو لطيف، تراث أصيل، فن معاصر، وتنظيم محكم. ومع انطلاق صيف النماص من داخل قصور العسابلة، تكون المحافظة قد وضعت نفسها رسميًا على خارطة السياحة السعودية كوجهة تستحق التوقف، والتأمل، والاستمتاع. فهل ستكون من زوّارها هذا الموسم؟
لا تنسى زيارة مدونة بيوت السعودية لمعرفة المزيد حول الثقافة في المملكة، واخر اخيار التطورات العقارية.