ماذا تعرف عن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟ ولماذا أصبحت محور اهتمام المدن حول العالم، بما فيها السعودية؟ في هذا المقال، نستعرض بشكل مفصل أهداف الشبكة، وأهميتها في تعزيز التعلم مدى الحياة. بالإضافة إلى المدن السعودية الثلاث التي انضمت حديثًا. تابع القراءة لاكتشاف كيف تسهم هذه المبادرة في تطوير التعليم والثقافة المحلية، وما الفرص التي تتيحها لسكان المدن والزوار على حد سواء.
ما هي شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟
(GNLC)، هي شبكة دولية مصممة لتعزيز التعلم مدى الحياة للجميع، من خلال تحفيز المدن على تعبئة مواردها في كافة القطاعات. إذ تهدف هذه الشبكة إلى جعل التعليم جزءاً من الحياة اليومية لضمان التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة. كما تعمل الشبكة كمنصة عالمية تحقق المزايا التالية:
- تبادل الخبرات والسياسات التعليمية الحديثة والمبتكرة.
- تعزيز المشاركة المجتمعية والتشجيع على التعلم غير الرسمي (مثل المكتبات والمراكز الثقافية).
- دعم الاندماج الاجتماعي والازدهار في القطاع الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز مدن التعلم في السعودية التعليم المستمر فيها؟
ماذا تشمل الركائز الست الرئيسية لمدينة التعلم المستدامة ؟

تعتمد اليونسكو في إطار عملها على ست خصائص رئيسية، من المفترض أن تكون متوفرة في المدينة لتكون مدينة تعليمية فعالية، وهي:
- أن يكون التعلم شاملاً في نظامها التعليمي الأساسي والعالي.
- إحياء التعلم داخل الأسر والمجتمعات المحلية.
- اعتمادها على مبادئ التعلم من أجل العمل وداخل مكان العمل.
- التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في مجال التعليم.
- تطوير وتعزيز الجودة والتميز في التعلم.
- السعي في ترسيخ مبادئ ومعايير ثقافة التعلم مدى الحياة.
لماذا تسعى المدن للانضمام إلى شبكة اليونسكو العالمية ؟
إن الانضمام إلى الشبكة لا يهدف فقط بالحصول على اللقب الشرفي للمدن. إنما هو عامل مساعد يفتح لها آفاقاً واسعة للنمو والتطوير والبحث عن التنمية المستدامة في مجال التعليم. من خلال:
- التواصل المباشر مع أكثر من 300 مدينة حول العالم، لتبادل الحلول للتحديات المشتركة.
- الاستفادة من خبرات وأدوات اليونسكو في تخطيط وتطبيق المشاريع التعليمية وتنفيذها.
- إبراز جهود المدينة دولياً، من خلال جائزة اليونسكو لمدن التعلم التي تمنح للمدن المتميزة كل عامين.
- تحويل أساس التعليم إلى محرك للنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي ضمن نطاق المجتمعات.
ما هي الثلاث مدن السعودية التي تنضم إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟
أعلنت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم رسميًا عن انضمام ثلاث مدن سعودية جديدة لقائمة عام 2025، وهي (العُلا، رياض الخبراء، والرياض). إذ جاء ذلك بعد استيفائها جميع المعايير الصارمة التي وضعتها المنظمة، ليعكس هذا التوسع التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة.
وبانضمام هذا الثلاثي، يرتفع إجمالي المدن السعودية في الشبكة إلى 8 مدن، حيث تلتحق بالقائمة السابقة التي تضم؛ (مدينة الجبيل الصناعية، ينبع الصناعية، المدينة المنورة، الأحساء، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية).
قد يهمك أيضاً: تعرف على قائمة المدن الصناعية الخاصة بالسعودية
لماذا دمجت العُلا بين التاريخ والتعليم المستمر ؟
انضمام محافظة العُلا يمثل إضافة نوعية لشبكة اليونسكو، حيث تقدم للعالم مفهوم المتحف الحي من خلال:
- تحويل التراث إلى أداة تعليمية تُثري التعلم مدى الحياة.
- التدريب المهني الحرفي من خلال برامج تعلم الحرف اليدوية وفنون العمارة القديمة.
- معهد الممالك كمركز بحثي وتعليمي عالمي لدراسة حضارات الجزيرة العربية.
- السياحة التعليمية عبر تأهيل المرشدين والسكان ليكونوا سفراء للمعرفة والتاريخ.
كيف انضمت رياض الخبراء إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟

على الرغم من أنها لا تعتبر مدينة مليونية، إلا أن محافظة رياض الخبراء في منطقة القصيم، تمكنت من دمج التعلم المجتمعي في حياتها اليومية وتحفيز المشاركة الفعّالة من السكان:
- يتميز أهالي المحافظة ورجال أعمالها بتمويل وإنشاء المشاريع التعليمية والصحية ذاتياً، مما يحقق معيار تعبئة الموارد بامتياز.
- نجاحها السابق باعتبارها مدينة صحية، خلق بيئة واعية تدمج بين التثقيف الصحي والتعليم المستمر لكافة شرائح المجتمع.
- توفر المحافظة برامج تدريبية قصيرة ومتوسطة المدى لتطوير مهارات الشباب وربط التعليم بسوق العمل المحلي.
لماذا تعتبر الرياض نموذجاً رائداً في مدن التعلم الحديثة ؟
بصفتها العاصمة والحاضنة للمشاريع الوطنية الكبرى، استطاعت الرياض استيفاء معايير اليونسكو من خلال دمج التعلم في بنيتها التحتية الذكية. وإلى جانب المدارس، فإنها ضمت مجموعة من المبادرات والمشاريع المتنوعة التي تعزز التعلم المستمر في كل مكان. مثل:
- المشاريع البيئية مثل الرياض الخضراء وحديقة الملك سلمان، لتثقيف السكان بالممارسات البيئية والمجتمعية.
- التحول الرقمي الذي يشمل بيئة تقنية متطورة تدعم التعلم عن بعد وتتيح الوصول الحر للمعلومات في الأماكن العامة.
- الفعاليات والمعارض العالمية، مثل المعرض الدولي للتعليم لتعزيز تبادل المعرفة.
ما أسباب انضمام المدن السعودية إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟
إن ارتفاع عدد المدن السعودية في الشبكة إلى 8 مدن بحلول عام 2025، هو نتاج حراك تنموي مدروس يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. إذ تدرك المملكة أن التعليم هو النفط الجديد، ولذلك تسعى لتحويل مدنها إلى بيئات تعلم متكاملة لتحقيق نقلة نوعية في جودة الحياة.
كيف يخدم انضمام المدن السعودية مستهدفات رؤية المملكة 2030 ؟
يعكس هذا التوسع الخطط الوطنية الطموحة، حيث يوضح الجدول التالي العناصر الرئيسية التي دفعتها إلى هذا الانضمام. وكيف تتحول الاستراتيجيات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
المحرك الاستراتيجي | تفاصيل السبب والأثر المتوقع |
|---|---|
المحرك الاستراتيجي برنامج تنمية القدرات البشرية | تفاصيل السبب والأثر المتوقع يعد السبب المباشر والأهم، حيث تهدف المملكة لبناء مواطن منافس عالمياً من خلال ترسيخ ثقافة التعلم المستمر وإعادة التأهيل (Reskilling) لمواكبة سوق العمل المتغير. |
المحرك الاستراتيجي التحول نحو الاقتصاد المعرفي | تفاصيل السبب والأثر المتوقع الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى الاقتصاد القائم على العقول والابتكار، مما يتطلب بيئة حضرية داعمة لريادة الأعمال والبحث العلمي. |
المحرك الاستراتيجي الشمولية والعدالة الاجتماعية | تفاصيل السبب والأثر المتوقع ضمان حق التعلم لجميع الفئات (بما في ذلك كبار السن، ذوي الإعاقة، والنساء) خارج أسوار الجامعات، مما يعزز الاندماج الاجتماعي. |
المحرك الاستراتيجي تعزيز القوة الناعمة | تفاصيل السبب والأثر المتوقع يساهم وجود المدن السعودية في هذه المحافل الدولية في تحسين جودة الحياة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتنشيط السياحة الثقافية والتعليمية، خاصة في العُلا. |
أسئلة شائعة حول شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم
قد تتبادر إلى الأذهان بعض التساؤلات المحددة حول آليات عمل الشبكة أو تفاصيل القائمة السعودية المحدثة. وحرصاً منا على توفير المعلومة الدقيقة والموجزة، جمعنا لكم في هذا القسم أكثر الاستفسارات تداولاً وبحثاً عبر الإنترنت، مع إجابات مباشرة تلخص أهم النقاط الجوهرية:

ماذا يستفيد المواطن والمقيم من العيش في مدينة تعلم ؟
الهدف من الانضمام لا يركز فقط على المؤشرات الاقتصادية للدولة، بل يلامس حياة الفرد مباشرة بجعل المدينة بيئة صديقة وحاضنة. إذ تسهم معايير اليونسكو في خلق فرص وظيفية تواكب سوق العمل، وضمان سهولة وصول ذوي الإعاقة وكبار السن للمرافق التعليمية. فضلاً عن إتاحة منصات مجانية لتطوير المهارات في مراكز الأحياء.
ما الهدف من الانضمام إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم ؟
يأتي الهدف الأساسي في تعزيز التعلم مدى الحياة للجميع، وتحويل المدينة إلى بيئة شاملة تدعم التنمية المستدامة. إلى جانب الازدهار الاقتصادي، والاندماج الاجتماعي، بما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة SDG 4.
هل يشترط أن تكون المدينة ذكية تقنياً لتنضم للشبكة؟
ليس شرطاً أساسياً، ولكن توظيف التقنية يُعد ميزة إضافية قوية. كما أن التركيز الأكبر لليونسكو ينصب على بناء الإنسان، وتوفير فرص تعلم شاملة وعادلة لكافة الفئات. سواء تم ذلك من خلال التعلم عن بعد أو عبر المراكز المجتمعية.
ختامًا، يُظهر التوسع المستمر للمملكة في شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم أن مستقبل مدننا يقوم على بناء الإنسان وتحسين جودة الحياة. وللمزيد من المقالات، اكتشفوا من خلال مدونة بيوت السعودية أفضل الأحياء للسكن، أحدث المشاريع العقارية، ودليل الحياة الشامل في المملكة. وتابعونا أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي الموجودة أسفل الصفحة لتصلكم المستجدات.