ما الذي يجعل اليوم الوطني السعودي أكثر من مجرد ذكرى؟ هل هو الفخر بالهوية، أم الاحتفاء بالانجازات، أم روح الوحدة التي تجمع أبناء المملكة السعودية؟ في كل عام، يعود هذا اليوم الوطني ليذكرنا برؤيتنا الطموحة ويعود بنا لجذورنا العريقة، حيث تتجسد قيم الانتماء والولاء والتقدم. فكيف يمكننا استشعار عظمة هذا اليوم؟
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية
في السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351 هـ صدر المرسوم الملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة، وذلك تحت اسم المملكة العربية السعودية. وقد اختار الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. وتم إعلان هذا اليوم هو اليوم الوطني للسعودية.
توحيد المملكة العربية السعودية
تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استعادة مدينة الرياض في 15 من يناير عام 1902م والعودة بأسرته إليها. وواصل الملك عبد العزيز كفاحه لمدة أكثر من 30 عاماً من أجل توحيد المملكة، وقام بتوحيد جنوب نجد، وسدير، والوشم ثم القصيم ثم الأحساء. وقد تم تحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز نجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932م.
تاريخ اليوم الوطني السعودي
يوافق اليوم الوطني تاريخ 23 سبتمبر من كل عام منذ العام 1932م، والحقيقة أن تاريخ إصدار المرسوم الملكي الذي أصدر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود؛ صادف يوم 17 جمادى الأولى من العام 1351 هـ الموافق 19 سبتمبر من العام 1932م، إلا أن المرسوم كان قد نص على الإعلان عن اليوم الوطني واعتماده في يوم 23 سبتمبر من كل عام، ولعلّها تتبدّى هنا الرمزية الأولى من رمزيات اليوم الوطني وهي التي تكمن في اعتبار تاريخ 23 سبتمبر اليوم الأول من برج الميزان الفلكي، مما يشير معنوياً ورمزياً إلى العدل الذي ترى المملكة فيه في إحقاقه وإحلاله قيمة عظيمة وسامية، ولذا فإن في ذلك تعبيراً من المملكة عن حثها للخطى نحو إحلاله الحق وحرصها على اتباعه منهجاً لها.
هوية اليوم الوطني
يشتمل رمزيات اليوم الوطني السعودي على العديد من القيم التي تتمثل بالوحدة والعزيمة والانتماء للوطن والحرص عليه وحبه وما إلى هنالك من القيم والرمزيات الأخرى التي يتحلى بها السعوديين نظير ما يهبه وطنهم لأبنائه المخلصين من شرفٍ ومهابةٍ وعزٍ ورفاه.
وما زال السعوديون يحتفلون بهذا اليوم العزيز عليهم منذ العام 1932 حتى يومنا الحالي، ويقيمون فعاليات الاستقبال والاستذكار المدهشة والرائعة له، وذلك في ضوء ما أضحت تعلنه الدولة من شعارٍ خاصٍ بهذه الاحتفالية في كُل عام بما يُعبر عن روح الوطن وأبنائه، وليكون إطارٍ للاحتفال بهذا اليوم.
اجازة اليوم الوطني
لقد تقررت اجازة اليوم الوطني السعودي بمرسوم من الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، في العام 2005م الذي صادف صادف اليوم الوطني السعودية 75، مما جعل اليوم الوطني يوم إجازة في عموم المملكة، وذلك بمحددات خاصة لهذه الإجازة تتمثّل بأن يكون تاريخ اليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام يوم إجازةٍ بشكلٍ أساسي في عموم المملكة
فإذا وافق اليوم الوطني يوم الجمعة الذي يُعد يوم إجازة رسمية من كل أسبوع؛ فيُعوض عنه بيوم الخميس الذي قبله، وإن صادف اليوم الوطني يوم السبت الذي يُعد يوم إجازةٍ رسمية من كل أسبوعٍ أيضاً؛ فيُعوض عنه بيوم الأحد الذي يليه.
وفي حال وافق اليوم الوطني يوم عمل واحدٍ بين إجازتين رسميتين؛ فيكون هذا اليوم يوم إجازةٍ رسمية أيضاً، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه عادةً ما تمتد اجازة اليوم الوطني السعودي لأكثر من يوم وبالتحديد إلى يومين في حال كان بينه وإجازة رسمية أخرى يوماً واحداً.
شعار اليوم الوطني
شرعت المملكة العربية السعودية بانتهاج استراتيجية جديدة ترتكز على إطلاق شعار رسمي للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة السعودية الثالثة التي تُعرف باسم اليوم الوطني السعودي، وذلك بدءً من العام 2018 إلى اليوم الوطني السعودي 2025 ، حيث تومئ هذه الشعارات التي يتم اختيار واحدٍ منها في كل عام؛ إلى وجهٍ من أوجه الهوية الوطنية السعودية وتوحيد الاحتفال بهذا اليوم العزيز على السعوديين في ظل شعارٍ واحدٍ ومظلةٍ واحدةٍ تمثّل سمةً من سمات رؤية الدولة وتطلعاتها الحسنة، ويتم استخدام هذا الشعار والاستعانة به كإعلانٍ للاحتفالات باليوم الوطني في العديد من الأماكن وفي حزمةٍ كبيرة من التطبيقات والمنصات الحكومية منها والخاصة وفي داخل المملكة وخارجها.
ما الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني في السعودية؟
يكمن الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني، أن يوم التأسيس هو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى والذي يصادف تاريخ 22 من فبراير لعام 727م. أما اليوم الوطني فهو يوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، والذي يصادف تاريخ 23 من سبتمبر 1932م.
في ختام هذا اليوم المميز، يتجلى لدينا أن اليوم الوطني السعودي ليس مناسبة تاريحية فحسب، بل هو رمز للهوية والفخر والانتماء، وفرصة لإعادة استذكار الإنجازات العظيمة. ويبقى هذا اليوم محفوراً في قلب كل سعودي، ليجسد روح الوحدة، ويؤكد قوة الإرادة. ويمكنك الاطلاع على فعاليات مبادرة أنا سعودي من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي توفر كل جديد.
