هل تعلم أن أكثر من 100 مبتكر ومبتكرة شاركوا في النسخة الأخيرة من الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي لتقديم حلول رقمية مبتكرة تعتمد على البيانات المكانية؟ هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل دليل حي على الطاقة الإبداعية المتوفرة داخل المملكة، وعلى الفرص الهائلة التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا في تحسين حياتنا اليومية وتطوير مدننا وخدماتنا.
فالسؤال الآن: كيف يمكن لهذه الأفكار أن تُحوّل الواقع الرقمي في السعودية إلى نموذج ذكي ومستدام؟
ما هو الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي؟
هو تحدٍ رقمي يجمع نخبة من المطورين، المهندسين، المخططين الحضريين ورواد الأعمال في منصة واحدة لتوظيف الحلول الجيومكانية المبتكرة. خلال فترة قصيرة، يتم تشكيل فرق عمل افتراضية تتعاون لتصميم تطبيقات وخدمات ذكية تستفيد من البيانات المكانية لدعم مختلف القطاعات، من النقل الذكي إلى التخطيط الحضري، مرورًا بالبيئة وإدارة الأزمات.
على مدار السنوات الماضية، أظهرت الإحصاءات أن أكثر من 70% من المشاريع المقدمة تتمكن من الوصول إلى مرحلة النماذج الأولية، بينما حصل عدد محدود منها على فرصة الاحتضان لتحويل الفكرة إلى منتج قابل للتطبيق العملي. هذه الفعالية ليست مجرد مسابقة، بل منصة حقيقية لتحفيز الإبداع، تبادل الخبرات، وتعزيز التحول الرقمي بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضا مقالنا عن هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية في مدوتنا
موقع و موعد الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي 2025

لتسهيل مشاركة الكفاءات من مختلف مناطق المملكة، ستكون فعاليات الهاكاثون الافتراضي على النحو التالي:
- التاريخ: 17 – 19 أغسطس 2025
- الموقع: منصة رقمية افتراضية تتيح التفاعل المباشر بين المشاركين والخبراء
أهداف الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي
يهدف هذا الحدث الوطني إلى تطوير قدرات المملكة في المجال الجيومكاني وتعزيز الابتكار الرقمي، وذلك من خلال:
- تعزيز القدرات الوطنية في ممارسات التخطيط الذكي واستخدام البيانات المكانية
- تشجيع الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى نماذج قابلة للتطبيق العملي
- ربط الكفاءات الوطنية من مطوري البيانات، مهندسين ومخططين حضريين مع خبراء القطاع
- احتضان المشاريع الفائزة ومتابعة تطويرها ضمن بيئة محفزة للابتكار الجيومكاني
محاور الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي
يركز الهاكاثون على مجموعة من المحاور الاستراتيجية التي تمثل تحديات وفرصًا للقطاع الرقمي والمجتمع، ويتيح لكل فريق ابتكار حلول ملموسة في هذه المجالات:
المسح البري والجوي
يهدف هذا المحور إلى تحسين جودة البيانات المكانية من خلال استخدام تقنيات المسح البري والطائرات بدون طيار. تساعد هذه البيانات في دعم التخطيط العمراني، الدراسات البيئية، وتطوير الحلول الذكية لمراقبة الأراضي والمناطق الحضرية بشكل دقيق.
المناخ والبيئة
يتيح هذا المحور تصميم حلول مبتكرة لرصد التغيرات المناخية وحماية الموارد الطبيعية. يشمل تطوير أنظمة لمتابعة جودة الهواء، المياه، والتحليل البيئي الذي يمكن أن يدعم القرارات الاستراتيجية للمؤسسات والقطاع العام.
المسح الأرضي والتخطيط الحضري
يركز على استغلال البيانات المكانية لتحسين التخطيط الحضري وبناء مدن مستدامة. من خلال هذا المحور، يتمكن المشاركون من ابتكار نماذج للتوسع العمراني الذكي، وتحليل الكثافة السكانية، وتحسين البنية التحتية بما يواكب رؤية المملكة 2030.
الطائرات بدون طيار
تُستخدم الطائرات بدون طيار في جمع البيانات الميدانية بسرعة ودقة عالية. يساعد هذا المحور في تطوير تطبيقات مبتكرة لمسح الأراضي، مراقبة المواقع الحيوية، وإدارة الأزمات مثل الحرائق أو الكوارث الطبيعية بشكل فوري وفعال.
المدن الذكية والتوأمة الرقمية
يركز على تصميم بيئات رقمية متكاملة تساعد على تحسين جودة الحياة وصنع القرار. يشمل إنشاء توأمة رقمية للمدن تمكن من محاكاة الواقع وتحليل البيانات لحظة بلحظة، مما يعزز إدارة الخدمات، النقل، الطاقة، والصحة العامة بطريقة ذكية ومستدامة.
إنجازات الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي

شهد الحدث تقديم مشاريع نوعية أثرت المشهد الرقمي الوطني، ومن أبرزها:
- الحج الأخضر وهي منصة لتعزيز الاستدامة في المواقع المقدسة
- مسار وهو نظام ذكي لتحليل الخرائط المائية والنباتية بدقة عالية
- رقيب وهو نظام متكامل للإنذار المبكر والتنبؤ بحرائق الغابات
- راصد وهي منصة لرصد الحوادث في الوقت الفعلي وتعزيز الاستجابة السريعة
- AquaDrag وهو مركبة ذاتية القيادة تحت الماء لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة لقاع البحر
كل هذه المشاريع أثبتت قدرة المملكة على استثمار المعلومات الجيومكانية في تحسين التخطيط وصنع القرارات المدروسة بما يخدم المجتمع والاقتصاد.
تنظيم الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية
تنظم الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية بالتعاون مع السعودية الرقمية هذا الحدث، لضمان توظيف الحلول الجيومكانية المبتكرة بأعلى معايير الجودة، وتعزيز بناء الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة محفزة للابتكار الرقمي داخل المملكة.
ختاما، يعد الهاكاثون الجيومكاني الافتراضي 2025 نموذجًا حقيقيًا لإمكانات المملكة في مجال الابتكار الرقمي، وقد أثبت أن التحول الذكي يمكن أن يكون محفزًا للتنمية المستدامة. إن متابعة مثل هذه الفعاليات تمنح القارئ فرصة التعرف على أحدث الحلول التقنية، والإسهام في مستقبل رقمي أكثر ذكاءً وابتكارًا.
لمزيد من الأخبار والتفاصيل حول الفعاليات الرقمية والمشاريع الوطنية، ندعوكم لزيارة مدونة بيوت السعودية ومتابعة أحدث المستجدات.