في زوايا المسارح الشعبية، وعلى أثير الإذاعات القديمة، ولد فن المونولوج السعودي كأحد الأصوات الساخرة والتي تنبض بالحياة، حيث لا يُغنى ليطرب حصرًا، بل لينتقد ويعبر عن هموم الناس وقصص حياتهم اليومية. حيث لم يكن يومًا المونولوج مجرد كلمات تلقى على لحن، إنما وسيلة للمجتمع ليعبر عن مشكلاته اليومية بطريقة مضحكة. في مقالنا هذا سنتحدث عن هذا الفن في السعودية، ونتعرف إلى أبرز رواده وأهدافه.
ما هو المونولوج السعودي ؟
يعرف المونولوج على أنه فن غنائي ساخر، يقدم بأسلوب فردي، ويعبر عن قضايا ومواقف اجتماعية بطريقة فكاهية. يُصحب غالبًا بلحن بسيط، ويعتبر هذا الفن امتدادًا للمونولج الغنائي الذي انتشر في العالم العربي خلال القرن العشرين، حيث كان يستخدم كأداة للتعبير عن هموم الناس وانتقاد الظواهر الاجتماعية بأسلوب ساخر ومضحك.
في السعودية انتشر هذا الفن لعبر عن هموم الناس والقضايا اليومية بطريقة ساخرة على لسان بعض الفنانين الذين عُرفوا في هذا المجال على سبيل المثال مشقاص رائد هذا الفن.
تعرف على أهم معاهد تعليم الموسيقى في الرياض وأبرز الهيئات المعنية بتعليم الموسيقى في السعودية.
أبرز رواد المونولوج السعودي
برز على ساحة الفن السعودي مجموعة من الرواد الذين ساهموا في تأسيس وتطوير فن المونولوج الغنائي في السعودية، حيث كان لهم الأثر الكبير في إيصال هذا الفن إلى الجماهير بأسلوب فكاهي ناقد. ومن أبرز رواد فن المونولوج في السعودية ما يلي:
عبد العزيز الهزاع
يعتبر عبد العزيز الهزاع من أبرز رواد فن المونولوج في السعودية، حيث عرف بمهاراته في تقليد الأصوات، كما قدم شخصيات متعددة في أعماله من أشهرها أم حديجان. سلطت أعمال الهزاع الضوء على القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر ومحبب للجمهور.
سعد التمامي
ساهم سعد التمام في إثراء المونولوج السعودي من خلال تقديمه للبرامج الإذاعية المختلفة، مثل بيت العزوبية، تناولت هذه البرامج المواضيع الاجتماعية بطريقة ساخرة، جعلته من أبرز الأسماء في هذا المجال.
حسن دردير ولطفي زيني
اشتهرا حسن ولطفي بتقديمها شخصيتي مشقاص وتحفة اللتان اصبحتا رمزًا للفكاهة السعودية. كان للطفي وحسن دورًا كبيرًا في تقديم هذا الفن إلى الجمهور السعودي، حيث قدما مجموعة من الأعمال التي تناولت الحياة اليومية للمواطن السعودي بأسلوب فكاهي سار مثل: عمارة الجائي وفندق المفاجآت.
الهدف من المونولوج السعودي
ظهر فن المونولوج في السعودية في ستينيات القرن الماضي، وحقق نجاحًا بارزًا في المسرح والإذاعة، وذلك بسبب قدرته على الدمج بين الترفيه والتوعية. وهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية وتوثيق التحولات الاجتماعية بطريقة ساخرة. حيث تتلخص أهداف المونولوج في السعودية بالتالي:
- التعبير عن الواقع الاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على القضايا المجتمعية اليومية التي يواجهها المجتمع.
- نقد الظواهر السلبية في المجتمع، بطريقة ساخرة ومضحكة تهدف إلى الإصلاح دون أن تسبب الحساسية المفرطة.
- التسلية والترفيه، وذلك عبر تقديم مادة فنية خفيفة تحمل طابعًا كوميدًا محببًا لدى العديد من الناس.
- التوعية غير المباشرة، من خلال تضمين بعض الرسائل التربوية والثقافية في إطار فني مشوق.
تعرف على كيفية مساهمة المركز السعودي للموسيقى في بناء مجتمع موسيقي
نهاية فن المونولوج في السعودية
شهد فن المونولوج السعودي في منتصف القرن العشرين، ترجعًا ملحوظًا، حتى أنه يكاد لا يكون حاضرًا في أيامنا هذه. ويرجع السبب في هذا التلاشي إلى عدة عوامل منها تغيير الذائقة الفنية لدى الجمهور بسبب ظهور أنماط فنية جديدة، وظهور أشكال فنية بديلة لهذا الفن مثل الستاند أب كوميدي الكوميديا التلفزيونية والسينمائية التي جذبت الجمهور بعيدًا عن المونولوج.
في الختام، على الرغم من أن فن المونولوج لم يعد حاضرًا بقوة في المشهد الفني المعاصر في السعودية، إلا أن تأثيره على الفنون والمجتمع لا يمكن إنكاره، حيث كان أحد أبرز الفنون الشعبية في فترة زمنية مهمة من تاريخ السعودية. إذ استطاع أن يعكس الواقع الاجتماعي بطريقة ساخرة وذكية، كما نقل هموم الناس وعبر عن نبض الشارع آنذاك في رسالة فنية جمعت بين المتعة والنقد البناء.
تحدثنا خلال هذا المقال عن فن المونولوج السعودي من حيث تاريخه وأهدافه وأبرز رواده إلى فترة تلاشيه. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة قم بزيارتنا عبر مدونة بيوت السعودية
