تخيّل حدثًا عالميًا يجتمع فيه الباحثون والمهندسون وصناع القرار لمناقشة مستقبل كوكبنا وحماية موارده للأجيال القادمة. هذا ما سيشهده العالم مع انعقاد المؤتمر الدولي للاستدامة بجامعة الأمير سلطان في الرياض، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي وضعت الاستدامة في صميم خططها التنموية. لكن، كيف تسهم مثل هذه المؤتمرات في دفع التنمية المستدامة عالميًا؟ وما الذي يميز النسخة الثالثة من المؤتمر عن غيرها؟
المؤتمر الدولي للاستدامة 2026
في فبراير من عام 2026، وتحديدًا من الثامن وحتى الثاني عشر من الشهر الميلادي، الموافق للعشرين وحتى الرابع والعشرين من شعبان 1447 هجريًا، ستستضيف جامعة الأمير سلطان بالرياض النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للاستدامة 2026.
يأتي هذا الحدث في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بقضايا الاستدامة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 70% من دول العالم وضعت خططًا وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. ويشكل انعقاد المؤتمر فرصة لربط الجهود المحلية والعالمية لمواجهة تحديات مثل التغير المناخي وإدارة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى التعرف على أحدث التقنيات والممارسات العالمية في هذا المجال.
ويمثل المؤتمر منصة تجمع فئات متنوعة من المشاركين، من بينهم الباحثون، الطلاب، المهندسون، المقاولون، ورواد الأعمال المهتمون بالحلول المستدامة. كما يوفر للمشاركين فرصًا كبيرة للتواصل وتبادل الخبرات مع صناع القرار.
ومن أبرز ما يقدمه المؤتمر:
- استعراض أحدث الدراسات والأبحاث في مجال الاستدامة
- عرض حلول مبتكرة لمشاريع هندسية ناجحة
- تعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة لنقل المعرفة إلى ممارسات عملية
- توفير فرص للطلاب والشباب للاطلاع على مستقبل الاقتصاد الأخضر الذي من المتوقع أن يخلق أكثر من 24 مليون وظيفة بحلول عام 2030.
أهداف المؤتمر الدولي للاستدامة
يسعى المؤتمر إلى تقديم منصة متكاملة لتحقيق رؤية واضحة لمستقبل التنمية المستدامة، من خلال تعزيز الابتكار وتبادل الخبرات بين الباحثين والمهندسين وصناع القرار. وفيما يلي أبرز أهداف المؤتمر:
إبراز الحلول العملية
يركز المؤتمر على تقديم أمثلة واقعية ودراسات حالة لمشاريع هندسية ناجحة، مما يساعد المشاركين على الاطلاع على نتائج ملموسة وقابلة للقياس في مجال الاستدامة، وتطبيق أفضل الممارسات في مشاريعهم الخاصة.
تعميق الخبرة الفنية
من خلال تشجيع تقديم أوراق بحثية وحلول مبتكرة، يوفر المؤتمر فرصة للمشاركين لتوسيع معارفهم الفنية والتقنية، واستكشاف طرق جديدة لمعالجة التحديات البيئية والهندسية بطريقة فعّالة ومستدامة.
تعزيز التعاون بين التخصصات
يعمل المؤتمر على خلق بيئة تفاعلية تجمع المهندسين، العلماء، وصناع القرار، لترجمة مفاهيم الاستدامة إلى ممارسات عملية، وتعزيز الشراكات التي تساهم في مواجهة التحديات المعاصرة بشكل جماعي وفعّال.
أهمية المؤتمر للمشاركين والقطاع الهندسي
يمثل المؤتمر الدولي للاستدامة منصة حيوية لكل من يسعى لتوسيع معارفه والاطلاع على أحدث المستجدات في مجال الاستدامة والهندسة. كما يوفر فرصة فريدة للتواصل مع الخبراء وصناع القرار، مما يعزز الخبرة المهنية ويساهم في بناء شبكة علاقات استراتيجية. ومن أبرز ما يقدمه المؤتمر للمشاركين والقطاع الهندسي:
- الاطلاع على الممارسات العالمية وأحدث الابتكارات في الاستدامة والهندسة
- لقاء الباحثين والمهندسين وصناع القرار، ما يفتح المجال للتعاون المستقبلي وتبادل الخبرات
- دعم تطوير الحلول الهندسية المستدامة في أسرع المجالات ابتكارًا، مما يسهم في رفع كفاءة المشاريع وتحقيق نتائج ملموسة
- توفير فرص للاطلاع على التجارب العالمية، المشاركة في أوراق بحثية، واكتساب مهارات حديثة تؤهلهم لمواكبة التطورات المستقبلية
تنظيم جامعة الأمير سلطان
يلعب تنظيم جامعة الأمير سلطان دورًا محوريًا في إنجاح المؤتمر الدولي للاستدامة حيث توفر الجامعة منصة أكاديمية متكاملة للمشاركين للتعلم والتفاعل ومتابعة أحدث التطورات في مجال الاستدامة. ومن أبرز مميزات تنظيم الجامعة للمؤتمر:
- تجهيز قاعات ومرافق حديثة تدعم البحث العلمي والمناقشات التفاعلية
- توفير ورش عمل ودراسات حالة تُظهر تطبيقات الاستدامة على أرض الواقع
- دعم المبادرات العلمية والممارسات المبتكرة التي تتماشى مع المعايير الدولية
- مساهمة الجامعة في تطوير الكفاءات المحلية وربط الطلاب والشباب بالفرص العالمية
في الختام، يقدّم المؤتمر الدولي للاستدامة منصة استثنائية لتبادل المعرفة وبناء الشراكات وتعزيز الابتكار في مجال الاستدامة والهندسة. المشاركة في هذا الحدث تتيح الاطلاع على أحدث التقنيات والحلول العملية، وتفتح الأفق أمام الشباب والطلاب للمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.
لمتابعة أحدث الأخبار والتفاصيل حول الفعاليات والمبادرات في قطاع العقار والمجتمع السعودي، ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية والاستفادة من محتواها الغني والمحدث باستمرار.
