كيف استطاعت محافظة العقيق تحويل نخيلها لأحد أبرز رموز الاقتصاد المحلي في الباحة؟ تمتد العقيق على أرض خصبة تحفها السهول والأودية. وتجسد مزارع النخيل أوج الزراعة في العقيق وازدهاراً كبيراً عاماً بعد عام. نأخذك في هذا المقال بجولة في مزارع العقيق وكيفية الاستثمار فيها.
محافظة العقيق
تقع العقيق على بعد 45 كم شمال مدينة الباحة، وهي بوابة المنطقة الشرقية. وتضم العقيق عدداً من المراكز الإدارية مثل: كرا الحائط، جرب، وراخ، الجاوة، بهر، والبعيثة. وتعرف العقيق بأنها القلب النابض لمنطقة الباحة لاحتوائها على سدود ضخمة مثل: سد وادي العقيق، سد ثراد، التي تغذي لباحة بالمياه.
وتحتضن العقيق مطار الملك سعود المحلي، وجامعة الباحة وكلية التقنية، وهو ما يجعلها مركزاً تعليمياً هاماً. ويوجد فيها أيضاً ميدان للفروسية ذو مواصفات عالمية، حيث يتم فيه إقامة مهرجان سنوي سعكس تراث الفروسية المحلي، وبذلك تعد واجهة مثالية لهواة الفروسية والتخييم.
الزراعة في العقيق

تعتبر محافظة العقيق من أبرز وأهم المناطق الزراعية في منطقة الباحة في المملكة. حيث تمتزج الطبيعة الخصبة مع الموروث الزراعي العريق لتشكيل بيئة مثالية لأنواع الزراعة المختلفة في العقيق. ومع تزايد الاستثمار في الزراعة في محافظة العقيق باتت العقيق وجهة واعدة للمستثمرين والمزارعين.
أنواع الزراعة في العقيق
تتنوع الأنشطة الزراعية في محافظ العقيق لتضم الزراعة التقليدية والمروية، ويتم ممارسة هذه الأنواع ضمن بيئات مختلفة مثل الهضاب، الأودية، والمزارع الحديثة. ومن أبرز أنواع الزراعة في العقيق:
النخيل
يوجد العديد من الميزات لزراعة النخيل في العقيق مثل:
- تضم محافظة العقيق أكثر من 1600 مزرعة نخيل، حيث تحتوي كل مزرعة على حوالي 130 ألف نخلة
- يتم إنتاج حوالي 40 طن سنوياً من التمور، والتي تشمل أصناف مثل السكري، الصفري، البرحي، والخلاص
- يتم إقامة موسم “الخرفة” بشكل سنوي لجني التمور، وهي مناسبة اقتصادية واجتماعية هامة
زراعة موسمية
يتم ممارسة بعض الزراعات الموسمية ضمن المناطق التي تتوفر فيها المياه الجوفية، أو المناطق التي تقع قرب الأودية مثل وادي ثراد ووادي العقيق.
الاستثمار في الزراعة في العقيق
يعتبر الاستثمار الزراعة من أهم ركائز التنمية المستدامة لتأثيره المباشر في الأمن الغذائي، تنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص العمل ضمن المجتمعات الريفية. ويشمل الاستثمار الزراعي تنمية الأراضي، استخدام تقنيات ذكية مثل أنظمة التسميد والري الدقيقة، وتطوير أساليب الزراعة الحديثة.
ويأتي ذلك بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر. ويتيح الاستثمار الزراعي العديد من الفرص في التصنيع الغذائي وسلاسل الإمداد، وهو ما يعزز من القيمة المضافة للمحاصيل محلياً وإقليمياً. ومن أبرز عناصر الجذب هو الدعم الحكومي وتوسع الطلب محلياً ودولياً على منتجات الزراعة العضوية والطازجة.
وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على التعزيز من الاستثمار الزراعي في محافظة العقيق، وذلك من خلال تطبيق برامج متعددة لتحسين جودة المحاصيل ورفع كفاءة الإنتاج. ومن أبرز تلك المبادرات في مجال الزراعة في العقيق :
- مبادرات تحفيزية: بهدف تحسين الإنتاج، والتعزيز من القيمة المضافة
- برامج الإرشاد الزراعي: وذلك لتوجيه المزارعين نحو تطبيق أفضل الممارسات
- خدمات فنية وتقنية: والتي تشمل ورشات عمل وزيارات ميدانية
خطوات عملية للاستثمار
للراغبين في الاستثمار الزراعي اتباع الخطوات العملية التالية لضمان استثمار زراعي ناجح. وتتلخص الخطوات فيما يلي:
- عمل دراسة جدوى للمشروع الزراعي، وذلك بناءً على نوع المحصول
- اختيار الموقع المناسب للمشروع من بين أبرز وأهم المناطق الزراعية في العقيق
- الاستفادة من البرامج الحكومية الداعمة في التدريب والتمويل
- اعتماد تقنيات وأساليب الزراعة الحديثة لتقليل التكاليف والرفع من الإنتاجية
أبرز المناطق الزراعية في العقيق

على الرغم من عدم توافر قائمة تفصيلية توضح أسماء المناطق الزراعية في العقيق، إلا أنه مزارع النخيل تنتشر بشكل كبير في مختلف أرجاء المحافظة، وتستفيد من الموارد الطبيعية مثل المياه الجوفية والأودية. ومن أبرز ملامح المناطق الزراعية:
- انتشار المزارع ضمن بيئات متنوعة في العقيق
- ارتباط الزراعة بالتراث الزراعي والهوية المحلية
- الاستفادة من موسم “الخرفة” كمحطة اجتماعية واقتصادية
في ختام جولتنا في مزارع العقيق، نجد أن الزراعة في العقيق ليست عبارة عن مساحات تزرع وتحصد فحسب، بل امتدادً لهوية ثقافية تجسد العلاقة بين الإنسان والبيئة. وتثبت أن التنمية الريفية تثمر استدامة واقتصاد وتاريخ يحكى.
وإن كنت من المهتمين في مجال الزراعة والاستثمار الزراعي في المملكة يمكنك الاطلاع على مزارع حائل والتنوع الزراعي فيها من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.