تُعد شركة أرامكو السعودية من الشركات الرائدة عالميًا في مجال الطاقة في العالم وأكثرها تأثيراً، إذ تسعى باستمرار إلى استشراف المستقبل من خلال تسخير التقنيات المتقدمة والابتكار المستمر في جميع مجالات أعمالها. ومع توجهها نحو التحول الرقمي، أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أرامكو ركيزة أساسية في تطوير عملياتها التشغيلية وتحسين الكفاءة والإنتاجية، بدءًا من التنقيب والإنتاج وصولاً إلى إدارة سلاسل الإمداد وتحقيق الاستدامة البيئية.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل أرامكو السعودية، وكيف ساهمت هذه التقنيات في إعادة تعريف مفهوم الكفاءة التشغيلية، وتعزيز القدرة التنافسية للشركة في قطاع الطاقة العالمي.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أرامكو
تُسخّر أرامكو قوة الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في مختلف مراحل سلسلة القيمة النفطية، من الاستكشاف إلى التكرير والإمداد، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية وتقليل الانبعاثات وتحسين عمليات اتخاذ القرار. إليك أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شركة أرامكو:
مراقبة حرق الغاز في الشعلات
تستخدم أرامكو خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 18 ألف مصدر بيانات لرصد أنشطة حرق الغاز والتنبؤ بها قبل حدوثها. وقد أسهم هذا النظام في خفض حرق الغاز بنسبة تتجاوز 50% منذ عام 2010، ما جعل الشركة تحافظ على مستوى حرق يقل عن 1% من إنتاج الغاز الخام.
نمذجة المكامن عبر تقنية “تيراباورز”
تُعد هذه التقنية من أبرز ابتكارات أرامكو، إذ تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمحاكاة المكامن النفطية وتحليل البيانات الجديدة الواردة من عمليات الحفر والإنتاج. هذا النظام يمكّن المهندسين من تحسين التخطيط والإنتاج بدقة عالية، ويُسهم في استدامة الموارد الطبيعية.
نظام تحديد أماكن وصلات أنابيب الحفر (Space Out)
باستخدام كاميرات ذكية وأجهزة استشعار متصلة بإنترنت الأشياء، يتم تحليل مقاطع الفيديو والصور لتحديد أماكن وصلات الحفر بدقة. يوفّر هذا النظام أمانًا تشغيليًا عاليًا، ويقلل الوقت المستغرق في عمليات الحفر.
الذكاء الاصطناعي في حقل خريص
يُعتبر حقل خريص نموذجًا عالميًا للتحول الرقمي؛ حيث تم تركيب أكثر من 40 ألف جهاز استشعار لمراقبة أكثر من 500 بئر نفطي. وقد ساعدت هذه التقنية في زيادة إنتاج النفط بنسبة 15% وتحسين وقت الاستجابة للأعطال بنسبة 100%.
قد يهمك أيضًا: تعرف على أهم حقول النفط في السعودية
التحول الرقمي في معمل بقيق
بفضل اعتماد الروبوتات والطائرات المسيرة وخوارزميات تعلم الآلة، شهد معمل بقيق تحسينات تشغيلية كبيرة، أبرزها الضبط التلقائي لعمليات تركيز النفط وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما ساعدت أدوات التحليل التنبؤي في التنبؤ بالأعطال بدقة قبل وقوعها.
استخدامات الذكاء الاصطناعي في أرامكو
تُطبق أرامكو الذكاء الاصطناعي في مجموعة من المجالات الحيوية التي تعكس رؤيتها لتكون شركة الطاقة الرائدة رقميًا على مستوى العالم. إليك أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي بشركة أرامكو التي تساعدها على تطوير أعمالها ورفع كفاءتها التشغيلية على مختلف المستويات:
مركز الثورة الصناعية الرابعة
يُعد هذا المركز أحد أبرز مرافق الابتكار في الشركة، حيث يجمع أكثر من خمسة مليارات نقطة بيانات يوميًا تُستخدم لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة تعزز من سرعة ودقة القرارات التشغيلية.
مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت
يُعد المركز محورًا رئيسيًا في عمليات أرامكو، إذ يعتمد على أكثر من 100 ألف جهاز استشعار لمتابعة تدفق النفط والغاز لحظة بلحظة، بما يضمن رفع كفاءة الإمداد على المستوى العالمي.
مركز الابتكار في قطاع التنقيب والإنتاج
يتيح المركز للمهندسين والجيولوجيين الاستفادة من التحليل الذكي للبيانات بهدف تحسين استراتيجيات الحفر وتقليل الانبعاثات الناتجة عن العمليات.
حاسوب الدمام-7
يُعتبر “الدمام-7” أحد أقوى الحواسيب في العالم، ويُستخدم لتحليل البيانات الجيولوجية والسيزمية ثلاثية الأبعاد. يتيح هذا النظام تسريع عمليات الاكتشاف والإنتاج بدقة غير مسبوقة.
مركز مراقبة سلسلة الإمداد
يستخدم هذا المركز الذكاء الاصطناعي لتتبع الشحنات العالمية بشكل آني، وتحليل المخاطر، وتقديم تنبيهات فورية تمنع توقف العمليات. كما يُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات النقل والإمداد.
الأسئلة الشائعة
قبل أن نختم، إليك مجموعة من أكثر الأسئلة المتداولة حول الذكاء الاصطناعي في أرامكو:
هل تستخدم أرامكو السعودية الذكاء الاصطناعي؟
نعم، تُعد ارامكو من أوائل الشركات في الشرق الأوسط التي دمجت الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في عملياتها التشغيلية لتحقيق التحول الرقمي الشامل.
ما أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي في أرامكو؟
يُسهم الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف التشغيلية، وزيادة كفاءة الإنتاج، وتحسين سلامة العاملين، والحد من الانبعاثات الكربونية.
هل تطور أرامكو أنظمة ذكاء اصطناعي خاصة بها؟
نعم، تمتلك أرامكو فرقًا بحثية متخصصة تطور حلولًا رقمية خاصة بها مثل نظام “تيراباورز” ونظام مراقبة حرق الغاز.
ما دور البيانات الضخمة في نجاح الذكاء الاصطناعي لدى ارامكو؟
البيانات الضخمة تمثل الأساس الذي تعتمد عليه خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط، والتنبؤ بالأحداث، وتحسين القرارات التشغيلية.
كيف تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة؟
من خلال خفض انبعاثات الكربون، وتقليل حرق الغاز، وتحسين إدارة الطاقة، تساهم تقنيات أرامكو في تحقيق الاستدامة البيئية.
إلى هنا وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أرامكو وأبرز استخداماته في مراكزها وحقولها النفطية، إضافة إلى أهم الإنجازات التقنية والتحول الرقمي الذي أحدثته الشركة في قطاع الطاقة. وننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية للاطلاع على أحدث المقالات والمستجدات التقنية والاقتصادية في المملكة.
