على الساحل الشرقي للمملكة، يبرز الجبل البحري في الجبيل كتحفة طبيعية تروي فصولًا من تاريخٍ عريق وحياة بحرية زاخرة. فقد كان الجبل شاهدًا على نشأة المدينة وازدهارها، ومصدر إلهام لأجيالٍ من الصيادين والتجار الذين ربطتهم علاقة وثيقة بالبحر. في هذا المقال نتعرف على هذا الجبل، تاريخه، ومعناه، ودوره في تشكيل الهوية الاقتصادية والسياحية للمنطقة.
ما هو الجبل البحري في الجبيل ؟
يُعد الجبل البحري أحد أبرز المعالم التاريخية في المنطقة الشرقية. فهو صخرة بارزة تطل على البحر من جهة الشمال الشرقي للمدينة، وتمثل شاهدًا على حقبةٍ كانت فيها الجبيل مركزًا مهمًا لصيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ على ساحل الخليج العربي. وقد شكّل هذا الجبل مع مرور الزمن رمزًا للمكان وذاكرةً لأهله.
وفي هذا النطاق، اكتشف أجمل 4 مواقع أثرية في المنطقة الشرقية تستحق الزيارة.

أين يقع الجبل البحري في الجبيل ؟
يقع الجبل البحري على بُعد نحو 300 متر من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الجبيل، ويطل مباشرة على شواطئ الخليج العربي. ويُعد موقعه مميزًا لقربه من الميناء القديم، الذي يعرف أيضًا باسم ميناء الدفي الأثري، ما جعله في الماضي نقطة ارتكازٍ للحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
ما هو ارتفاع الجبل البحري في الجبيل ؟
رغم صغر حجمه مقارنة بالجبال الأخرى، إلا أن ارتفاع الجبل البحري الذي لا يتجاوز بضعة أمتار جعله أحد أكثر المعالم وضوحًا على ساحل الجبيل. وقد كان هذا الارتفاع البسيط كافيًا ليُرى من بعيد من قِبل البحارة، فيكون لهم دليلًا عند العودة إلى الميناء.
هل سميت الجبيل نسبة للجبل البحري؟
نعم، تعود تسمية “الجبيل” نفسها إلى هذا الجبل. فقد أشار المؤرخ حمد الجاسر في كتابه المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية إلى أن اسم المدينة اشتُق من “جبيل صغير” كان يقع داخل الميناء. ومن هنا جاء اسم “الجبيل” ليحمل دلالةً رمزيةً مرتبطة بالجبل البحري الذي كان معلمًا بارزًا للسكان والصيادين منذ القدم.
تاريخ الجبل البحري في الجبيل
يحمل الجبل بين تضاريسه ذاكرة مدينةٍ وعبق تاريخٍ لا يُمحى. فقد كان في الماضي مركزًا للحياة الاقتصادية، يجتمع حوله الصيادون والتجار لتبادل الأسماك واللؤلؤ، في وقتٍ كانت فيه الجبيل إحدى أهم محطات التجارة البحرية على ساحل الخليج العربي.
الجبل البحري اليوم
ومع مرور الزمن، تحوّل الجبل إلى وجهةٍ سياحيةٍ محببة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، يقصده الأهالي والزوار للاستمتاع بالمناظر البحرية والهواء العليل، حتى أصبح رمزًا للمكان وذاكرةً لجماله الطبيعي.
ولا تزال آثار الماضي حاضرة على صخوره من خلال النقوش والكتابات القديمة التي تحكي قصص من مرّوا به، إلى جانب المسميات التاريخية مثل السوق والخزنة والبركة، التي تضيف إلى الجبل بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا يعكس أصالة الجبيل وعمقها الحضاري.
ما هي مظاهر الاهتمام بهذا الجبل ؟
يحظى الجبل البحري في الجبيل باهتمام متزايد من الجهات المحلية والمهتمين بالتراث والسياحة، نظرًا لقيمته التاريخية والجغرافية الفريدة. فقد بدأت مبادرات تهدف إلى إعادة تأهيل الموقع وتطويره سياحيًا بما يحافظ على طابعه الأثري. مع تهيئة الممرات والمسارات المحيطة به ليستقبل الزوار بطريقة آمنة وجذابة.

كما تعمل الجهات المختصة على توثيق النقوش والكتابات القديمة المنتشرة على صخوره. بالإضافة إلى تنظيم حملات توعوية للحفاظ على نظافة المكان وصونه كإرث وطني.
الأهمية السياحية والاقتصادية للجبل البحري
يُعد الجبل البحري اليوم إحدى الفرص الاستثمارية والسياحية في المنطقة الشرقية، وتحديدًا ضمن فرص الاستثمار في الجبيل المتنوعة. إذ يجمع بين الجمال الطبيعي والقيمة التاريخية في موقع واحد يطل على البحر. ويُنظر إلى تطويره ضمن مشاريع السياحة الثقافية والتراثية كخطوة مهمة نحو تنويع الاقتصاد المحلي وتعزيز الجذب السياحي في المدينة.
وبهذا نكتشف أن الجبل البحري في الجبيل سيظل شاهدًا على علاقة الإنسان بالبحر. وجزءًا من هوية المدينة التي انطلقت من سواحل الخليج لتصبح من أبرز المراكز الصناعية والسياحية في المملكة.
إذا كنت تود اكتشاف المزيد من المعالم التاريخية والمشاريع السياحية والاستثمارية في مدن السعودية، ندعوك لتصفح مدونة بيوت السعودية واكتشاف وجهات جديدة تستحق الزيارة.