ما هي انماط التصميم المعماري على مدى التاريخ، وكيف ساهمت في التطور العمراني في السعودية ؟ ببساطة شديدة، الطراز المعماري هو مجموعة من الخصائص والمميزات التي تمكننا من التعرف على أي مبنى بسهولة، وقد يشمل المواد المستخدمة في البناء أو حتى طريقة البناء. إذ أن الطراز المعماري السعودي يعكس ايدولوجيات المجتمع في القرون الماضية، حيث أصبح الآن وسيلة فنية وتعبيرية. كما تتباهى كل من المدن الكبرى في العالم بمجموعة من الطرز المعمارية الخاصة بها والتي تعطي انطباعا مختلفا عن المدن الأخرى.
اقرأ أيضاً: التوسع العمراني في الرياض من خلال مشاريع التوسع الأفقي.
وقد نبعت هذه الأنماط من واقع التباين المناخي والإقليمي فيما بينها، كذلك من واقع اختلاف العوامل المؤثرة على هذه الأنماط سواء خارجية أو داخلية، إلا انه مهما اختلفت هذه الأنماط وتباينت، فهي تتحد جميعها في الثوابت المرتبطة بالقيم الإسلامية والتراث المحلي.
كيف تم التطور العمراني في السعودية ؟

تاريخ التطور العمراني يبين لنا أن اتجاهات التصميم الداخلي في السعودية تتغير وفقا للمعتقدات، والأيديولوجيات، والتقنيات المتاحة في كل حقبة زمنية. في حين أن الهندسة المعمارية تستمر في النمو والتغيير، لا تزال بعض الطرز وأساليب البناء القديمة موجودة وبارزة حتى يومنا هذا ويمكن أن نراها في جميع أنحاء العالم، سواء في المباني أو المساجد أو المتاحف والمعارض الفنية.
ما هي أبرز خطوات التطور العمراني في السعودية ؟
- اعتماد الخبراء والمصممين الدوليين لتطبيق أحدث التقنيات والأساليب في البناء والتخطيط.
- دمج العناصر التراثية والتقليدية في التصاميم الحديثة لتعزيز الانتماء الوطني.
- اعتماد ممارسات عمرانية صديقة للبيئة تهدف للحفاظ على الموارد الطبيعية.
- بناء مدن ذكية ومشاريع تقنية تدعم الحياة العصرية وتسهّل الخدمات.
- ربط التطور العمراني بخطط التنمية الشاملة لرفع جودة الحياة وتحفيز الاستثمار.
من مظاهر العمران في الدولة السعودية؟
بصفة عامة، يمكن التعرف على 3 أنماط متميزة للمساكن التقليدية الإسلامية بالمملكة. وقد نبعت هذه الأنماط من واقع التباين المناخي والإقليمي فيما بينها، كذلك من واقع اختلاف العوامل المؤثرة على هذه الأنماط و التطور العمراني سواء خارجية أو داخلية، إلا إنه مهما اختلفت هذه الأنماط وتباينت ، فهي تتحد جميعها في الثوابت المرتبطة بالقيم الإسلامية والتراث المحلي. هذه الأنماط الثلاثة هي:
العمارة الحجازية

وهي تنتشر في الإقليم الغربي للمملكة حيث نجد المناخ الحار الرطب على الساحل الذي يتحول إلى المناخ الحار الجاف كلما اتجهنا شرقا إلى الداخل، نجد أن وجود مدينة جدة كميناء تجارية، كان له كبير الأثر على الطابع العام للعمارة الحجازية، فأثر التبادل التجاري مع الدول المتقدمة المختلفة على تقنيات البناء في مدينة الحجاز منذ أيام الحكم حيث ظهرت مواد بناء غير محلية،
أسلوب البناء فأبرز ما يميزها هي كل ما يلي:
- يشابه أسلوب بنائها بلاد الشام ومصر.
- يوجد استخداماً واضحاً للمشربيات عنصر بناء إسلامي ويدل على حاجز مزخرف يوضع أمام الفتحات من أجل الخصوصي، الإبداعية الإسلامية والزخارف التي تم تركيبها على الفتحات والشبابيك، وذلك استوحي من العمارة المصرية.
- كون البيئة حارة ورطبة، فتميز هذا الأسلوب باستخدام الفناء الداخلي الذي يتخذ شكلاً منتظم مثل المربع والمستطيل، ويوجد به نافورة أو أي من مصادر المياه لتلطيف المناخ داخل المنزل.
- يشابه هذا النمط المعماري، النمط المصري القديم وقت الانفتاح على أوروبا، بمزيج مع الروح الإسلامية والخصوصية الأسرية، حيص ترتفع هذه المباني إلى 4 و 7 أدوار للتأقلم مع المناخ الحار والرطب، حيث يسمح بحركة الهواء من خلال الارتفاع.
- مادة البناء هي الطوب والحجر والجبس كمادة رابطة، أما الأرضيات والأسقف الداخلية فهي الخشب الذي كان يستورد قديماً من الخارج.
- التصميم الداخلي للمسكن يسمح بحركة الهواء خلال الغرف، كما توضح غرف النوم وغرف المعيشة في الطوابق العلوية لإعطائها أكبر فرصة لمرور الهواء من خلالها.
- المباني عامة غنية بالزخارف الخشبية أو الجصية المنحوتة في خطوط هندسية أو نباتية ز خرفيه رائعة،وكل ذلك يعمل على توفير مسطحات كبيرة من الظلال على واجهات المباني مما يقوي من خاصية مقاومة المبنى للحرارة الخارجية.
- تبنى المباني متباعدة من بعضها البعض، وذلك للسماح بحركة الهواء من حولها ولإعطاء أكبر مسطح ممكن لعمل المشربيات التي تسمح بمرور الهواء داخل المبنى.
عمارة النجد في الإقليم الأوسط من المملكة

وهي طراز العمارة بالمناطق الصحراوية بشبه الجزيرة العربية الذي تتميز به المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية، وهذه المنطقة ذات مناخ حار جاف. وأما الذي يميز هذا الطراز هو كل ما يلي:
- وجود الفناء الداخلي الذي لا يعمل كملطف مناخي فقط، بل يوفر أعلى درجات الخصوصية للأسرة داخل المسكن.
- تستمد عمارة هذا الإقليم طابعها من البيئة الصحراوية المحيطة وهي شبيهة بالبيئة الصحراوية في بعض مناطق تونس والمغرب وإيران التي تستخدم الأفنية كحل مناخي وينعكس ذلك في قلة الفتحات الخارجية – وعند وجودها تكون ضيقة – بينما تتوجه كافة الغرف والخدمات الأخرى إلى الفناء الداخلي للمسكن الذي تفتح عليه الأبواب والنوافذ المحمية بواسطة ممر مغطى حول الفناء وعادة تتخذ الأفنية أشكالا غير منتظمة تتجمع حولها الغرف
- تستخدم الحجارة مع الطين والحوائط السميكة توفر درجة عالية من الثبات الحراري داخل المبنى وعادة يستخدم الجبس والطين كمادة رابطة، ويستخدم الجبس في البياض أما الأسقف فتكون من الخشب أو جذوع وأفرع النخيل
- تكون من الداخل غنية بالزخارف والنقوش الهندسية الرائعة، كذلك تستخدم الألوان المختلفة في تزيين الأبواب والنوافذ والأسقف، مما يضفي على المنزل البهجة وسط البيئة الصحراوية من حوله.
- تتواجد المساكن متلاحمة مع بعضها بحيث تظلل على بعضها وهذا يأتي استجابة للطبيعة المناخية الشديدة الحرارة، وبساطة العمارة النجدية يمكن أن تعتبر نابعة من بساطة البيئة الصحراوية المحيطة، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها انعكاسا لتعاليم الدين الإسلامي في احترام حرمة البيت وأهله.
العمارة الحديثة
كثيراً ما تنتقد العمارة الحديثة في المملكة العربية السعودية ، سواء في الصحف المحلية أو المجلات المتخصصة أو الكتب المعمارية . ويتركز هذا النقد على كون العمارة الحديثة عمارة مستوردة، بعيدة عن العمارة الإسلامية وأنها لا تتلاءم مع بيئة المملكة الصحراوية الحارة، وأنها أدت إلى اختفاء الطرز المعمارية التقليدية وضياع الهوية المعمارية في المملكة .
إذاً ما هو التطور العمراني؟
هي فترة معمارية ذات اتجاه يضم مجموعة من المدارس والأساليب المعمارية التي لها خصائص متشابهة، والتي تشترك في المقام الأول بتبسيط الأشكال ونبذ الزخرفة مما يتعارض والأساليب المعمارية الإسلامية الأصيلة وجعلها تتعرض للانتقادات اللاذعة في السعودية ولكن تكمن أهميتها في كونها طريقة للتواصل مع العالم الخارجي حيث أن العمارة الحديثة هي عمارة مشتركة بين كافة دول العالم المتقدمة، فلنتعرف سوية على أمثلة عن العمارة الحديثة في .السعودية
قد يهمك أيضاً: خريطة العمارة السعودية.. ملامح الهوية المعمارية الوطنية.
العمارة الاسلامية الحديثة
- بدأ المعماريون الغربيون بالظهور في عواصم إسلامية كبرى منذ أواخر القرن 19.
- عملوا لصالح حكام محليين وتجار مرتبطين بالقوى الاستعمارية.
- استخدموا أساليب مثل النيوكلاسيكية والأرت نوفو للتعبير عن الحداثة.
- بعضهم استعار عناصر محلية للتواصل مع هوية المكان.
- ظهرت طرز جديدة مثل النيو مملوكية والنيو مغاربية كمزيج بين الحداثة والتاريخ.
- خضعت العمارة الإسلامية للدراسة وفق مناهج أوروبية كمدرسة الفنون الجميلة.
العمارة ما بعد الحداثة في السعودية

كان التحول التاريخي الهام التالي في مجال العمارة الإسلامية هو التعبير عن أيديولوجية ترى الإسلام هوية. وقد حثّ على هذه العملية المُساء فهمها والتي ما زالت قيد التطور ظاهرتان، على الأقل، مختلفتان اقتصاديًا وتاريخيًا وسياسيًا، على الرغم من كونهما ضد بعضهما بعضًا. كما كانت الظاهرة الأولى هي ظهور حركات سياسية إسلامية مختلفة في سبعينيات القرن الماضي في معظم البلدان الإسلامية، بعد سكون واضح دام حوالي ثلاثين عامًا قبلها. ففي أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية المظفرة عام 1979، سعت الحركات السياسية الإسلامية إلى العودة، بحسب زعمهم، إلى أسس أكثر أصالة للحوكمة في الأمة الإسلامية.
وقد كان يُنظر إلى هذه الحركات كرد فعل على إخفاقات الدول القومية في مواجهة التدخلات الأجنبية والفساد الأخلاقي. ومع ذلك، رغم هجماتهم العنيفة والضارية على ما رأوا في جميع الواردات الثقافية الغربية من فساد، فإن هذه الحركات السياسية تجاهلت بشكل غريب الملامح المفاهيمية للعمارة، بما في ذلك العمارة الدينية التي شُيدت باسم العمارة الإسلامية. أما أكثر الأعمال تنوعًا فكان عمل هؤلاء المهندسين المعماريين الذين انغمسوا في وفرة ما بعد الحداثة لإنتاج تراكيب شكلية صاخبة. وهو الاتجاه الذي تُوج بالبنى الهائلة التي تنتجها الشركات العالمية الكبرى العاملة في الخليج.
ما هي اسباب التطور العمراني في السعودية ؟

قام المصممون الأجانب بإعادة تفسير الرموز البصرية والزخارف التاريخية الإسلامية وتوظيفها في تصميمات معمارية فاخرة، مثل صالة الحجاج في مطار جدة التي صممتها شركة SOM عام 1982، مستوحاة من الخيمة البدوية. كانت هذه المحاولات تعكس مسعى لتقديم الحداثة في قالب محلي، لكن العلاقة بين العمارة الإسلامية ونظيرتها الغربية ظلت إشكالية قائمة، حيث لم يُمنح المعمار الإسلامي موقعًا عادلًا في خريطة العمارة العالمية.
حتى ثمانينيات القرن العشرين، سيطر السرد الزمني للعمارة الغربية، من أصولها الكلاسيكية إلى الحداثة، على المشهد الأكاديمي والتطبيقي، مما دفع التقاليد المعمارية الأخرى، ومنها الإسلامية، إلى هوامش هذا التسلسل. كان يُنظر للعمارة الإسلامية كفن ثابت ومحافظ، يعتمد على رموز جماعية بدلًا من التعبير الإبداعي الفردي، ما جعلها غير قابلة – بحسب التصور الغربي – للدراسة ضمن مناهج عمارة “الفنون الجميلة” أو مفاهيم التطور الذاتي.
كيف ساهمت رؤية 2030 في التطور العمراني بالسعودية؟
- ربط التطور العمراني بخطط التنمية الشاملة لرفع جودة الحياة وتحفيز الاستثمار.
- إعادة تعريف العلاقة بين الحداثة والهوية، حيث جمعت الرؤية بين التقدم العمراني والحفاظ على الخصوصية الثقافية السعودية.
- التحول من الاستيراد إلى الإبداع المحلي، حتى أصبحت التصاميم المعمارية تُنتج محليًا بروح عالمية، بدلًا من الاعتماد على النماذج الغربية الجاهزة.
- التراث كمنطلق للتنمية، من خلال استلهام العناصر المعمارية التقليدية لتكوين مشاريع حديثة ذات طابع محلي مميز.
- العمارة كأداة تنموية أصبحت جزءًا من رؤية اقتصادية واجتماعية متكاملة.
- تعزيز الابتكار والتخطيط المستقبلي والاعتماد على الحلول الذكية والمستدامة في تطوير المدن والمجتمعات الحضري
ما هي مشاريع التطور العمراني في السعودية ؟
في ظل رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي تسعى إلى تأسيس نموذج عمراني حديث ينبع من قيمها الثقافية والدينية، دون أن ينفصل عن الحراك العالمي في مجالات التصميم المستدام والتخطيط الذكي. وبدلًا من التعامل مع العمارة الإسلامية كتراث محفوظ، يتم اليوم استلهام مفرداتها في تخطيط المدن الذكية، والهوية البصرية للمباني، وتصاميم المساحات العامة، ما يعيد لها مكانتها كمصدر للإبداع المعاصر لا كمرجع تاريخي جامد. وبهكذا، انتقلت السعودية إلى مرحلة القيادة المعمارية الواعية، التي تعيد تعريف الحداثة من داخلها، مستفيدة من ماضيها، ومنفتحة على العالم، لكن من موقع الشراكة لا التلقي.
قرية تبوك
يحاكي تصميم قرية منطقة تبوك التراثية، التي تقع على مساحة 6500 متر مربع جغرافية وتاريخ المنطقة، وتجسد محافظاتها الداخلية والساحلية من ناحية التراث العمراني والألوان والفنون،
البيت الجوفي
تميز بيت منطقة الجوف التراثي الذي استغرق إنشاؤه عاماً كاملاً، ويقع على مساحة إجمالية بلغت 8400 متر مربع، بنموذج مسجد عمر بن الخطاب الذي يتضمن أول مأذنة في الإسلام، والأدوات المستخدمة في بنائه أبرزها الحجر الطبيعي الذي تشتهر به المنطقة، كما روعي في تصميمه الطبيعة الجغرافية للمنطقة وتاريخها العريق وما تتميز به من موروث شعبي وثقافي إلى جانب المواقع الأثرية التي تنتشر في مختلف المواقع وتمثل حضارات متعاقبة لها خصوصيتها في الطراز المعماري وأيضاً في الألوان الشعبية والأزياء.
قرية الباحة
جذبت قرية الباحة التراثية زوارها بتصميمها الفريد والمستمد من بيئتها المحلية فمدخل القرية والتصميم والشكل الجمالي يوحي للزائر بأنه وسط منطقة الباحة، حيث تم تصميمها على شكل حصنين عاليين تم بناؤهما بطريقة هندسية مميّزة مستوحاة من تراث المنطقة وتم ربطهما مع بعضهما بممر.
قرية عسير
تمتاز قرية عسير بالجنادرية ببناء هندسي مميز وفريد يمثل إلى حد كبير جميع مناطق عسير سواء الجبلية أو النواحي الشرقية (السهول) ومنطقة تهامة.
لقد مرت السعودية بعصور مختلفة وتراث عريق جعلها من البلدان الأساسية في تكوين الشرق الأوسط ودعم الوطن العربي، ولا يزال التطور العمراني في السعودية حاضراً شاهداً على ذلك، وعمارتها الحديثة معلماً يدل على رفعتها وحرصها الدائم على التقدم ومجاراة العصر والنهضة، لعل تاريخنا الزمني عن التطور العمراني في المملكة قد أثار بك الفضول نحو اكتشاف هذا العالم الشاسع من عناصر معمارية قديمة وحديثة وكيف شكلت السعودية اليوم مجتمعة معاً. إن أعجبك هذا المقال اطلع على مواضيع مشابهة على مدونة بيوت السعودية، ولا تنسَ متابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة أسفل الصفحة، لنبقى على تواصل معاً حول كل جديد.