تعرفنا في مقال سابق على أهم مشاريع الطائف التي تشرف عليها أمانة الطائف لجذب الاستثمارات، وكيف أنها تسهم في تحسين اقتصاد المنطقة. والآن سنتعرف على اقتصاد الطائف بكل تفاصيله، على ماذا يعتمد؟ ما منتجات الطائف؟ وكيف تؤثر البطولات العالمية والمهرجانات على اقتصادها؟
تعد الطائف من المحركات الاقتصادية البارزة في المملكة، إذ يجمع اقتصادها بين تنوع الموارد الطبيعية والحيوية الإنتاجية، مع اعتماد كبير على السياحة التجارية التي تشكل عموده الفقري؛ إذ يعمل نحو 68.5% من السكان في القطاعات الحكومية، التعليم، الصحة، والخدمات الاجتماعية، مما يعكس تنوع النشاط الاقتصادي المحلي.
ماذا تنتج الطائف؟
تنتج الطائف مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية التي تشمل القمح، الشعير، الفواكه مثل الليمون، المشمش، البرتقال، الزيتون، التين، الخوخ، والرمان، بالإضافة إلى الورد الذي تشتهر به المدينة. تمثل المنتجات الزراعية هذه حجر الأساس في الاقتصاد المحلي، وتعزز من ريادة الطائف كمركز زراعي مهم في المملكة.

على ماذا يعتمد اقتصاد الطائف ؟
يشهد الاقتصاد في الطائف حالياً تطويرات كبيرة مع مشروع مدينة الطائف الجديدة، والذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية عبر توفير فرص عمل جديدة وتطوير البنية التحتية والصناعات المحلية، مما يعد بالطائف مستقبلاً اقتصادياً مشرقاً يتماشى مع رؤية 2030 السعودية.
ويعتمد الاقتصاد في مدينة الطائف على العديد من القطاعات، إلا أن أهمها ما يلي:
القطاع الزراعي
تلعب إنتاجية الطائف الزراعية والعطرية دورًا كبيرًا في دعم اقتصادها. حيث تشتهر بإنتاج وردة الطائف، التي تنتج سنويًا نحو 550 مليون وردة من أكثر من 910 مزارع، مما يدر عليها عائدات مالية كبيرة من خلال منتجات مثل ماء الورد، الزيوت ودهن الورد، وهي منتجات يستخدم بعضها حتى في الكعبة المشرفة.
كما يكسب قطاع الفواكه الموسمية اهتمامًا اقتصاديًا لافتًا، إذ تنتشر في الطائف أكثر من 500 مزرعة تزرع التوت، المشمش، العنب، الخوخ، الرمان، وغيرها خلال فصل الصيف. مما ينعش اقتصاد الطائف .
يمكنك التعرف أكثر على أبرز مصانع منتجات الورد في الطائف
القطاع السياحي
يعتمد الاقتصاد بالطائف بدرجة كبيرة كذلك على السياحة والفعاليات التي تقام، ففي موسم الطائف وحده تجاوز عدد الزوار 2.5 مليون زائرًا، ما أدى إلى تعزيز عوائد السياحة ورفع الإقبال على الخدمات المحلية.
القطاع الحكومي والخدمي
يسهم القطاع الحكومي والخدمي في اقتصاد الطائف بشكل كبير من خلال توفير فرص عمل لنسبة كبيرة من السكان في مجالات مثل التعليم، الصحة والخدمات الاجتماعية.
كما يركز على تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي. ويدعم هذا القطاع القطاعات الأخرى مثل السياحة والتجارة، مما يضمن تنمية مستدامة ومتوازنة للمدينة.
قطاع الصناعات الخفيفة والمتوسطة
يسهم هذا القطاع في تعزيز الاقتصاد في الطائف من خلال إنشاء المدينة الصناعية الجديدة التي توفر فرص عمل واستثمارات متنوعة. تركز هذه الصناعات على إنتاج منتجات متعددة تدعم الاقتصاد المحلي وتنوعه. كما تدعم مراكز التدريب المهني تطوير المهارات التقنية بما يتوافق مع رؤية 2030.
ما تأثير البطولات العالمية والمهرجانات على اقتصاد الطائف ؟
تلعب الفعاليات والمهرجانات دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد في الطائف وتحقيق تنمية مستدامة. فتأثير البطولات والمهرجانات على الاقتصاد بالطائف يظهر جليًا من خلال إحداثها حراكًا اقتصاديًا وترويجًا للهوية الثقافية، وزيادة الطلب على الخدمات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة. فعلى سبيل المثال:
- يسهم مهرجان الورد الطائفي سنويًا في تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة، ويجذب زوارًا محليين ودوليين، كما أنه يعد منصة لتسويق منتجات الورود والحرف اليدوية.
- وفي إطار العلاقات المحلية، قال مختصون إن 10 مهرجانات تقام سنويًا تعزز الاقتصاد بالطائف بما يقارب ثلاثة مليارات ريال.
- إن مهرجانات الطائف مثل مهرجان الورد ومهرجان جادة الإبل تدر ملايين الريالات؛ فمثلاً سجل مهرجان جادة الإبل مبيعات تجاوزت 30 مليون ريال، وعقد أكثر من 250 صفقة يوميًا.
ما هو دليل الفرص الاستثمارية ؟
بعد أن تعرفنا على اقتصاد الطائف وأهم القطاعات الداعمة له. لا بد أن نتعرف على دليل الفرص الاستثمارية، حيث يعد هذا الدليل أول مرجع شامل يصدر على مستوى محافظة الطائف. تم تدشينه رسميًا من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز، محافظ الطائف، خلال معرض العقار والديكور ومواد البناء في مايو 2025.
يضم الدليل ما يقارب 200 فرصة استثمارية متنوعة في القطاعين الحكومي والخاص، ويحتوي على بيانات تفصيلية تشمل:
- عدد السجلات التجارية في مختلف القطاعات،
- الاحتياجات الاستثمارية
- الأسواق والمولات الكبرى بمساحاتها وعدد محلاتها
- أهم المقومات الاقتصادية والسياحية في الطائف ورحلات الطيران
- معلومات تسهل على المستثمرين اتخاذ قرارات مستنيرة
ما أهمية دليل الفرص الاستثمارية لاقتصاد الطائف؟
يمثل الدليل أداة أساسية لتعزيز بيئة الاستثمار في الطائف، حيث يقدم صورة واضحة ومتكاملة عن الإمكانيات والفرص المتاحة لجذب رؤوس الأموال ودعم نمو اقتصاد الطائف . وهو جزء من جهود غرفة الطائف لتعزيز التنمية المستدامة وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
كما يدخل في إطار المعارض والمنتديات الاستثمارية التي تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوسيع القاعدة السكانية في الطائف.
أبرز النسب الاقتصادية في اقتصاد الطائف
بعد أن تعرفنا على ركائز الاقتصاد في الطائف، فيما يلي أهم النسب المؤثرة في الاقتصاد لهذه المنطقة:

عدد الزوار السنوي (2024)
تجاوز عدد الزوار المحليين والدوليين لمحافظة الطائف 3.6 مليون سائح ومصطاف في عام 2024، بزيادة قدرها 9% مقارنة بالعام السابق، ما يعكس نمو الإقبال السياحي القوي.
الإنفاق السياحي السنوي
بلغ إجمالي الإنفاق السياحي في المحافظة حوالي 3.4 مليار ريال، مما يدل بوضوح على مساهمة السياحة في الاقتصاد المحلي.
الإشغال الفندقي في اقتصاد الطائف
وصلت نسب الإشغال إلى نحو 95% خلال الموسم الصيفي، ما يشير إلى الطلب المرتفع على الإقامة وجودة الخدمات السياحية في الطائف، ويسهم في تعزيز اقتصاد المدينة.
عدد المنشآت الفندقية وغرف الإقامة
تضمنت المحافظة بنهاية يونيو 2025 عددًا من المنشآت السياحية يبلغ 266 منشأة مرخصة، مع توفر 10,220 غرفة فندقية موزعة في الفنادق والمنتجعات
وفي الختام تعرفنا سويًا على اقتصاد الطائف وأهم القطاعات التي يعتمد عليها، والتي على رأسها القطاع الزراعي والسياحي. إلى جانب ذلك تحدثنا عن تأثير المهرجانات والبطولات العالمية على الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، تم التعرف على دليل الفرص الاستثمارية ومدى أهميته لاقتصاد الطائف، وتفاصيل أخرى.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول كيف تسهم مشاريع امانة الطائف في جذب الاستثمارات؟ يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية