تحظى السعودية بتراث عريق، وثقافة غنية، ممتدة منذ العصور القديمة. حيث تضم المواقع التاريخية والتراثية والسياحية المميزة. التي لا يقتصر دورها فقط على الجانب الترفيهي، بل تعد من أحد الروافد الاقتصادية المهمة في البلاد. حيث يعتبر الاستثمار في السياحة الثقافية في السعودية من أبرز مستهدفات رؤية 2030. كما يشمل هذا الاستثمار على العديد من الجوانب، منها تطوير المشاريع الكبرى وتحديث البنية التحتية وغيرها.
السياحة الثقافية في السعودية : بين الاستثمار والترفيه
تضم السعودية ما يزيد عن 150 موقعًا أثريًا وتراثيًا وتاريخيًا، إلى جانب المواقع التي أضافتها اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي، مثل مدائن صالح. مما يجعل المملكة من الوجهات البارزة للسياحة الثقافية في العالم. ولا تقتصر أهمية السياحة الثقافية على كونها للترفيه فقط، بل تعتبر من أحد الروافد الاقتصادية المهمة في البلاد. في سياق ذلك، تم إطلاق مجموعة كبيرة من المهرجانات الثقافية والتاريخية في سبيل دعم هذا التوجه. لعل من أبرزها مهرجان الجنادرية او ما يعرف بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، ومهرجان الصقور. ويمكن الاستثمار في هذا القطاع الواعد من خلال عدة طرق سنأتي على ذكرها خلال المقال.

مواقع السياحة الثقافية في السعودية
كما أشرنا سابقًا خلال المقال، تضم السعودية العديد من المواقع التراثية والثقافية المهمة، والتي يعود تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة. وفيما يلي أبرز هذه المواقع:
المدينة المنورة ومكة المكرمة
تعتبر المدينة المنورة من أحد أهم المواقع الأثرية والثقافية في السعودية. إذ تضم المدينة العديد من المعالم الدينية البارزة مثل المسجد النبوي ومسجد قباء، ومقبرة البقيع. مما يجعلها من أهم المواقع السياحية الثقافية والدينية لدى المسلمين. إلى جانب ذلك، تعد مكة المكرمة وجهة المسلمين الأولى من جميع بقاع العالم، حيث يتوجه إليها الزوار طيلة أيام السنة لأداء العمرة وفريضة الحج. وتضم مكة مواقع أثرية وثقافية مميزة مثل جبل النور وجبل الثور.
جدة
تحظى جدة بطابع سياحي مميز، حيث تجمع بين السياحة الساحلية، السياحة الثقافية والسياحة الأثرية. حيث تعود المدينة إلى فترات قديمة من الزمن، وتضم العديد من المعالم الثقافية والتراثية التي تجذب السياح من مختلف الدول إليها. مثل قلعة عسفان، وسوق البلد، ومتحف بيت نصيف، إضافة إلى مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي.
الطائف
تقع الطائف في غرب السعودية، وتعد من أحد المدن السياحية فيها، حيث تضم العديد من المعالم الطبيعية والتراثية المميزة التي تجذب السياح من مختلف مناطق السعودية ودول العالم. ومن أبرز معالمها: جبل الشفاء، ومنطقة الهدا، وحديقة الروضة.
الجهود الحكومية في دعم السياحة الثقافية في السعودية
تولي السعودية أهتمامًا كبيرُا في تعزيز وتطوير قطاع السياحة في مختلف مجالاته. وذلك تحقيقًا لأهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام ولا يعتمد بشكل كامل على الوقود الأحفوري. وفي سبيل تحقيق ذلك تبذل الحكومة السعودية جهودًا كبيرة في هذا المجال، ومن أبرزها:
- تطوير المعالم السياحية وتوسيع نطاق الاستثمار في المجال إلى جانب تحسين الخدمات والمرافق فيها
- تعزيز وتطوير البنية التحتية في المواقع السياحية مثل الطرق والمطارات والفنادق والمرافق العامة
- إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية لجذب السياح وتعريفهم بالثقافة والتراث المحلي العريق
- تسهيل إجراءات الاستثمار في قطاع السياحة إلى جانب توفير التأشيرات السياحية للزوار من مختلف دول العالم
أبرز قطاعات الاستثمار في السياحة الثقافية في السعودية
في سبيل دعم القطاع السياحي الثقافي في السعودية، تعمل الحكومة السعودية على تعزيز الاستثمار في المجال سواء الاستثمار المحلي أو الأجنبي. كما تركز الاستثمارات في السياحة الثقافية على تطوير وحفظ التراث والمواقع الأثرية، ودعم صناعة المحتوى الثقافي والإعلامي عبر المهرجانات والمعارض الفنية وتطوير البنية التحتية للمسارح والمتاحف إلى جانب تطوير قطاع الحرف والفنون اليدوية. وفيما يلي أبرز مجالات الاستثمار السياحي الثقافي في السعودية:
تطوير المواقع الأثرية والتاريخية
يمكن الاستثمار في هذا المجال من خلال تطوير وصيانة المواقع الأثرية المنتشرة في مختلف أرجاء البلاد مثل الحجر، الطريف، البلد والهفوف وغيرها. إلى جانب تحويل الأحياء التراثية إلى وجهات سياحية متكاملة مثل مشاريع إعادة تأهيل جدة القديمة.
الاستثمار في المتاحف والفنون
من خلال إنشاء متاحف جديدة، توسعة المتاحف القائمة، وتطوير المعارض الفنية والمساحات الثقافية العامة. ومن الأمثلة البارزة التي يمكن ذكرها في هذا الصدد مشروع بوابة الدرعية، وهو مشروع يهدف إلى تطوير المنطقة والحفاظ على إرثها التاريخي. ويتضمن على أكاديميات للحرف، ومعرض فني ومرافق متنوعة للفنون.
تطوير البنية التحتية وتعزيز تجربة الزائر
وتشتمل على إنشاء مرافق الضيافة المنوعة مثل الفنادق التي تحاكي الطابع الثقافي، وتقدم خدمات الضيافة المستوحاة من التراث والتقاليد. إضافة إلى تطوير مجال النقل، المواصلات، الوصول، وشبكة الطرق والمنشآت المساندة لها مثل المراكز الثقافية، المطاعم والمقاهي ذات الطابع المحلي والمتاجر التي تعرض الحرف والأعمال اليدوية.

الأسئلة الأكثر شيوعًا حول السياحة الثقافية في السعودية
يطرح العديد من الأشخاص بعض الأسئلة حول السياحة الثقافية بالسعودية عبر الإنترنت، وفيما يلي أبرز هذه الأسئلة والإجابات عليها:
ماذا يقصد بالسياحة الثقافية؟
تعرف السياحة الثقافية على أنها أحد أشكال السفر الذي يركز على اكتشاف وفهم ثقافة بلد أو منطقة معينة. من خلال تاريخها وفنونها وهندستها المعمارية وتقاليدها والحرف اليدوية والأطباق الشعبية وفولكلورها. وتهدف هذه السياحة إلى تعزيز التبادل الثقافي والحفاظ على التراث، وتلبية حاجة الزائر للمعرفة والإطلاع.
ما أبرز أنواع السياحة في السعودية ؟
تضم السعودية مجموعة كبيرة من قطاعات السياحة المتنوعة ومن أبرزها: السياحة الدينية، السياحة الثقافية والتاريخية، السياحة العلاجية، السياحة البيئية، والسياحة الترفيهية. إضافة إلى السياحة الرياضية وسياحة الأعمال والتسوق.
ما هي أهم مظاهر التراث الثقافي في السعودية ؟
يشمل التراث الثقافي بالسعودية على العديد من المظاهر التي تربط الماضي بالحاضر وتميز المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات. ومن أبرز مظاهر التراث الثقافي السعودي: المواقع الأثرية، العمارة التقليدية، الفنون والحرف اليدوية، الأشعار الشعبية، الحكايات المتناقلة عبر الأجيال، الأهازيج في الأعراس والمناسبات، الأزياء الشعبية، الأطباق التراثية، والفلكلور الشعبي وغيرها العديد.
في الختام، يعتبر الاستثمار في السياحة الثقافية في السعودية من أحد أبرز أشكال الاستثمار السياحي، حيث تضم السعودية العديد من تاريخ وتراث وثقافة غنية تجدها في المواقع التاريخية والمتاحف والمواقع الأثرية. ويمكن الاستثمار في مجال السياحة الثقافية عبر قطاعات متنوعة مثل تطوير البنية التحتية والاستثمار في المتاحف والفنون وغيرها. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة والعقارية ومعرفة آخر خدمات شركة بيوت السعودية قم بزيارتنا عبر مدونة بيوت السعودية