سمعنا في الآونة الأخيرة عن التطوير العقاري في السعودية كثيراً، فماذا يعني هذا المصطلح؟، وما هي أهدافه؟، وما هو دوره في تحقيق رؤية 2030؟، سنجيب عن جميع هذه الأسئلة وأكثر في مقالٍ مفصل يشرح جُلّ جوانب التطوير العقاري من البداية وحتى النهاية، تابعوا معنا.
ما هو التطوير العقاري؟

يعتبر التطوير العقاري أحد فنون الاستثمار الذي يحول الأرض من مجرد مساحة جامدة إلى كيان نابض بالحياة والمشاريع، إذ يجمع بين الرؤية الهندسية والبصيرة الاستثمارية لخلق بيئة عمرانية متكاملة تلبي جميع احتياجات الإنسان وتسهم في ازدهار الاقتصاد، وبكلماتٍ أُخرى، يعتبر عملية استراتيجية تبدأ بفكرة وتنتهي بمشروع يضيف قيمة حقيقية للعقار، من خلال التخطيط المدروس والتصميم الإبداعي والتنفيذ المحترف.
الفرق بين المطور العقاري والمستثمر العقاري
يخلط الناس في بعض الأحيان بين المطور والمستثمر العقاري، إلا أن الفرق بينهما شاسع، حيث يمتلك كل واحد منهما دوراً خاص يقوم به في إنجاح العقار، وقد لخصنا لكم أدوارهم كالآتي:
دور المطور العقاري
هو الجهة أو الشخص الذي يقود عملية إنشاء المشروع العقاري من الصفر حتى تسليمه، أي أنه صانع الفرص العقارية وتحقيق الأفكار إلى واقع ملموس، وتُختصر مهامه كالتالي:
- شراء الأرض أو الحصول على حق تطويرها
- إعداد الدراسات الهندسية والمالية والتسويقية
- الحصول على التراخيص من الجهات المختصة
- تصميم المشروع وتشييده (سواء بنفسه أو عبر المقاولين)
- بيع أو تأجير الوحدات بعد الإنجاز
دور المستثمر العقاري
يعتبر المستثمر هو منبع المال الذي يتم ضخه لتنمية المشروع العقاري بهدف تحقيق العائد المالي، دون التدخل في العمليات الفنية أو الإدارية للمشروع، وتُختزل مهامه في التالي:
- شراء وحدات جاهزة للتأجير أو البيع
- المشاركة في مشاريع قائمة كممول
- شراء الأراضي أو العقارات مع الانتظار بقصد الاستفادة من فرق السعر مع الوقت
أهمية التطوير العقاري في السعودية
يُعد التطوير العقاري في السعودية أحد أهم الأسلحة التي باتت تعتمد عليها مؤخراً، إذ يلعب دوراً محورياً واستراتيجياً في دعم رؤية 2030 التي تسعى إلى النهوض في المملكة نحو مستقبلٍ مشرق، بالإضافة إلى تحفيز الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، مما يجعله أحد الأفكار النيّرة التي اعتمدت عليها السعودية وأثبتت كفاءتها على مدى السنوات المنصرمة، إلى جانب حل المشاكل السكنية في زيادة الطلب عليها وخلق فرص وظيفية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
دوره في تحقيق رؤية 2030
كما ذكرنا سابقاً، دعم رؤية 2030 من أهم جوانب التطوير العقاري في السعودية وأبرزها، كما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 في قطاع العقار كالآتي:
- رفع نسبة تملك المواطنين للسكن
- تمكين القطاع الخاص وجلب الاستثمارات
- دعم الاقتصاد الوطني وتوزيع الدخل
- تحسين جودة الحياة وبناء مدن ذكية
- حل مشكلة الأراضي البيضاء وتحفيز الاستغلال الأمثل للأراضي
- دعم السياحة والثقافة والترفيه
مساهمته في سد فجوة الإسكان وتعزيز السياحة العقارية
شهدت المملكة في السنوات السابقة طلباً متزايداً على الوحدات السكنية بمختلف أنواعها، فجاء التطوير العقاري في السعودية كنور الشمس الذي أضاء المستقبل السكني، إذ أسهم في تلبية هذه الطلبات وزيادة المعروض وتنويع الخيارات لدى السكان، كما أسهم في دعم برامج الدولة الإسكانية مثل برنامج سكني، إضافةً إلى تقليص فترة الانتظار وتخفيف العبء المالي، من خلال توفير وحدات بأسعار تنافسية وبخطط سداد مرنة.
أنواع التطوير العقاري في السعودية

يضم التطوير العقاري في السعودية مجموعة كبيرة من الأنواع التي تختلف وتنقسم حسب أهدافها والمجالات المتعلقة بها، إذ يتميز كل نوع بخصائص وطريقة عمل معينة يتفرد بها عن غيره، ومن أهم هذه الأنواع هي:
التطوير السكني
يعنى بتخطيط وتصميم وإنشاء مجمعات سكنية متكاملة تساعد في تلبية احتياجات الأفراد والعائلات، علاوةً على توفير بيئة معيشية آمنة ومريحة ومناسبة لمختلف أنماط الحياة، ومن أشهر الأمثلة عليها في السعودية هي مشاريع شركة روشن الإسكانية.
التطوير التجاري
يُركز على تصميم وإنشاء عقارات مخصصة للأنشطة الاقتصادية والتجارية مثل المولات والأبراج المكتبية، بالإضافة إلى الأسواق والمجمعات متعددة الاستخدامات، ويعتبر من الاستثمارات الاستراتيجية التي تولّد حركة اقتصادية مستدامة تخدم التجار وروّاد الأعمال والمستهلكين.
التطوير الصناعي
يشمل هذا النوع من التطوير العقاري خطط لبناء وتجهيز العقارات والبنى التحتية اللازمة للأنشطة الصناعية واللوجستية، مثل المصانع والمستودعات، إلى جانب مناطق التخزين والمراكز الصناعية المتخصصة، وبشكلٍ آخر، يهدف إلى خلق بيئة صناعية متكاملة تدعم الإنتاج والتوزيع والخدمات.
التطوير السياحي
أصبح التطوير السياحي من أهم جوانب التطوير العقاري لعدة أسباب، إذ يركز على إنشاء وتطوير الوجهات والمرافق التي تخدم النشاط السياحي، بما يشمل الفنادق والمنتجعات بالإضافة إلى المرافق الترفيهية والوجهات الثقافية والطبيعية، كما يهدف إلى خلق تجربة متكاملة للزوار تجمع بين الراحة والثقافة والترفيه.
مراحل التطوير العقاري
يخضع التطوير العقاري لعدة مراحل تُسهم في إنجاح المبتغى المراد منه في المشروع، حيث تتكاتف هذه المراحل لبناء استراتيجية مُقنعة للمستثمرين في إشراكهم ضمن هذه العملية، وتنقسم المراحل كالآتي:
الفكرة والاستكشاف
تعتبر هذه المرحلة هي شرارة البداية التي تُشعل الطريق نحو المشروع الأمثل وطرح سؤال كم نسبة الربح في التطوير العقاري؟ ، إذ يتم فيها البدء بتحديد الفرصة الاستثمارية او الاحتياج في السوق، ومن بعدها الدراسة الأولية للموقع والفئة المستهدفة، بالإضافة إلى نوع المشروع، مما يخلق تصور عام لفكرة المشروع ومكوناته.
دراسة الجدوى – دراسة السوق
تٌعد دراسة الجدوى هي العقل المدبر للمشروع، إذ يتضح فيها النقاط الأولية والنتائج النهائية، في حال تم وضع خطة محكمة بناءً على الدراسة المالية في التكاليف والإيرادات أو العائد المتوقع، بالإضافة إلى دراسة السوق التي تشمل العرض والطلب، إلى جانب المنافسين والشريحة المستهدفة، علاوةً على الدراسة الفنية والقانونية التي تقود مركب المشروع نحو بر الأمان.
تخطيط المشروع وتصميمه
تتضمن هذه المرحلة من التطوير العقاري إعداد مخططات معمارية وهندسية للمشروع، وتشتمل أيضاً على تصميم البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء والصرف، ومن بعدها يتم عرض التصاميم على الجهات المختصة لاعتمادها والمضي قُدماً، إذ يُعد التصميم الجيد تجربة حقيقة وليس مجرد مبنى فقط.
الحصول على التراخيص
تأتي هذه المرحلة لاستخراج التراخيص من البلديات والجهات الحكومية مثل إتمام، وإثر هذه العملية تتضح الشروط في استكمال المشروع كـ الالتزام بكود البناء ومعايير السلامة والاشتراطات التنظيمية، ومن بعدها تسجيل المشروع رسمياً إذا لزم، مما يسهل التمويل أو التسويق نتيجةً للتقيّد بالأنظمة ضمن الاستقرار.
البناء والتنفيذ
تتمحور هذه المرحلة حول اختيار المقاولين والاستشاريين للبدء بأعمال البناء تحت إشراف هندسي دقيق، بالإضافة إلى الالتزام بضبط الجودة والسلامة، والسير مع الجدول الزمني المحدد للمشروع، وتعتبر هذه المرحلة هي ترجمة الحبر إلى الحجر والخطط إلى واقع.
التسويق و البيع أو التأجير
تعتبر هذه المرحلة هي النهائية قبل حصد ثمار العمل الدؤوب، إذ تتلخص في إطلاق حملة تسويقية بهدف لفت الأنظار إلى المشروع ومميزاته، ومن بعدها عملية البيع والتأجير حسب خطة العوائد، علاوةً على بناء جسور التفاعل مع العملاء والمستثمرين وبناء الثقة.
تحديات التطوير العقاري في السعودية وتجاوزها

بالطبع لا يخلو طريق النجاح من العثرات وبعض الحواجز التي يجب اجتيازها تفادياً للتباطئ أو توقف المشروع، لكن يوجد تحديات شائعة يمكن للمستثمرين والطامحين في إنجاح مشروعهم تجاوزها، مثل:
الإجراءات النظامية
من أكثر التحديات التي قد تواجه المطورين العقاريين هي الإجراءات النظامية في حال التجاوز عنها، لكن بشكلٍ عام، إذا تم السير وفق الأنظمة والقوانين التي ذكرناها سابقاً، سيصبح هذا التحدي نقطة قوة وفائدة عند التمويل على سبيل المثال.
التمويل والسيولة
يعتبر التمويل والسيولة من أهم التحديات التي قد توقف إتمام المشروع أو الإبطاء من تقدمه وفق الخطة الزمنية، ومن أبرزها هي صعوبة الحصول على تمويل كافٍ أو بشروط مناسبة، بالإضافة إلى تأخر التدفقات النقدية نتيجة تأخر المبيعات أو المقاولين، لذا يجب أخذ الحيطة والحذر من هذه المشاكل، ولكن تتوفر بعض الحلول التي تتجنبها، مثل تنويع مصادر التمويل من القروض أو المستثمرين، إلى جانب صناديق الاستثمار العقارية وضبط إدارة التدفقات المالية بدقة.
المنافسة
المنافسة هي من أصعب التحديات التي تواجه التطوير العقاري في السعودية ، إضافةً إلى هوامش الربح وصعوبة تسعير المشروع بطريقة تنافسية دون التضحية بالجودة، أيضاً الحاجة الدائمة إلى الابتكار والتميز، إلا أنها تقي من احتمالية ركود المشاريع ذات القيمة المكررة أو الغير مدروسة جيداً.
في الختام، سطرت مدونة بيوت السعودية جميع هذه المعلومات حول التطوير العقاري في السعودية نظراً للإهتمام الكبير الذي حصل عليه مؤخراً من قِبَل المستثمرين، والفعالية الكبيرة التي نراها ونلمسها على أرض الواقع من خلال إنشاء كمّ هائل من المشاريع التطويرية للعقارات وتشييد العديد من الشركات المختصة في هذا المجال.