كيف يمكن للمعرفة أن تصبح محركاً رئيسياً في نمو اقتصاد المملكة؟ يبرز الاقتصاد المعرفي في السعودية كخيار استراتيجي يركز على الابتكار، البحث العلمي، المعرفة، والتقنية الحديثة، وذلك لتطوير القطاعات الاقتصادية، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة من خلال المشاريع والمبادرات الطموحة. وتسعى المملكة على تحويل الأفكار والمعلومات إلى قيمة اقتصادية تعزز من مكانة المملكة على الساحة العالمية كاقتصاد قائم على المعرفة.
ما المقصود في الاقتصاد المعرفي؟
الاقتصاد المعرفي هو الاقتصاد المبني على أساس إنتاج واستخدام ونشر المعرفة والمعلومات. والذي يعتمد على اكتساب وتوليد المعرفة ونشرها واستثمارها بشكل فعال. وذلك لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية متسارعة. ويهدف هذا الاقتصاد إلى تحسين نوعية الحياة بكافة المجالات للاستفادة من التطبيقات التكنولوجية المتطورة.
إلى جانب استخدام العقل البشري باعتبار أنه رأس المال المعرفي، في سبيل إحداث مجموعة تغييرات استراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي. ويمكن تعريف الاقتصاد المعرفي بأنه المعرفة الاقتصادية التي يحرص الأفراد والمنظمات على تحقيقها واستخدامها ونشرها بشكل فعال لتحقيق تنمية في مختلف المجالات.
الركائز الأساسية للاقتصاد المعرفي في السعودية

تتمثل الركائز الأساسية للاقتصاد المعرفي في المملكة بعدة جوانب. من أبرزها:
- وجود منظومة فاعلة للبحث والتعلم والتطوير وتكنولوجيات الإبداع والابتكار
- التعليم المستمر الأساس في زيادة التنافسية والإنتاجية الاقتصادية
- وجود بنية تحتية مبنية على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات
- حوكمة تقوم على أسس اقتصادية قوية، والتي تستطيع توفير كل الأطر السياسية والقانونية الهادفة لزيادة الإنتاجية
استراتيجيات الاقتصاد المعرفي في السعودية
يقوم الاقتصاد المعرفية بالسير على استراتيجيات معينة من شأنها تحقيق الاقتصاد المعرفي في المملكة. ومن أهم هذه الاستراتيجيات:
التعليم وتنمية رأس المال البشري
ويتم ذلك من خلال الاستثمار في تطوير المناهج التعليمية، وذلك لتشمل الابتكار والمهارات الرقمية. إلى جانب تعزيز برامج التأهيل والتدريب رفع كفاءة القوى العاملة الوطنية. مع دعم الجماعات ومراكز البحث بهدف تحويل الأبحاث لمشاريع تجارية.
البحث العلمي والابتكار
من خلال إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال للشركات الناشئة. بالإضافة إلى دعم الأبحاث الجامعية والعمل على ربطها بالقطاع الخاص لهدف تحويلها لخدمات ومنتجات. كما يمن توقيع شراكات مع مراكز ابتكار عالمية لخلق قيمة مضافة، والتعزيز من القدرة التنافسية الدولية.
تنويع الاقتصاد الرقمي
يتم ذلك من خلال التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل الإعلام الرقمي، الطاقة المتجددة، التقنية، وصناعة الألعاب الإلكترونية. وتعزيز الاقتصاد الإبداعي وذلك كامتداد للاقتصاد المعرفي. إلى جانب التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي.
التحول الرقمي والتقني
من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس. وتعزيز استخدام الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة في القطاعات الحكومية والخاصة، وبناء بيئة رقمية تجذب الشركات العالمية.
جذب الاستثمارات الأجنبية
من خلال توفير بيئة محفزة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وتسويق المملكة كمركز عالمي لريادة الأعمال والابتكار. وربط رواد الأعمال السعوديين بالشبكات العالمية من الخبراء والمستثمرين.
تحديات الاقتصاد المعرفي في السعودية
يواجه الاقتصاد المعرفي في المملكة العديد من التحديات والعوائق التي لا بد من مواجهتها وحلها. ومن أبرز هذه التحديات:
- التحديات المرتبطة بالتعليم والتدريب
- الحاجة إلى تعزيز الابتكار، مع ربط الأبحاث الجامعية بالقطاع الخاص
- ضعف البنية التحتية للابتكار والتكنولوجيا
- التركيز على الموارد الطبيعية بدلاً من الاعتماد على المعرفة
مبادرات السعودية في الاقتصاد المعرفي
عملت السعودية على العديد من المبادرات في مجال الاقتصاد المعرفي. ومن أبرز المبادرات التي عملت عليها في 2025:
- إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم العام في مدارسها، ومؤخراً في الجامعات
- توسيع التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية من خلال جهات مثل Digital Government Authority وSaudi Data and Artificial
- إنشاء وتوسيع تقنيات وشركات محلية في مجالات متقدمة
- التعزيز من قطاعات تقنية المعلومات والاتصالات كجزء من تنويع الاقتصاد
- إنشاء وتوسيع تقنيات محلية وشركات في مجالات متقدمة، حيث تم إطلاق شركة متخصصة في الحوسبة المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي
- دعم التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي
الاقتصاد المعرفي في المدينة المنورة

تشهد المدينة المنورة انطلاقات نحو اقتصاد معرفي، من خلال عدد من المبادرات والمشاريع التي تجمع بين التطور العمراني، البنية التحتية المعرفية، والتحول الرقمي. ومن أبرز هذه المشاريع والمبادرات التي عملت عليها:
- مدينة المعرفة الاقتصادية
- تطوير الخدمات الحكومية والبنية الرقمية
- تطوير المناطق الحضرية والتخطيط العمراني الذكي
الأسئلة الشائعة
يتساءل الكثيرون حول تفاصيل الاقتصاد المعرفي في السعودية وأبرز استراتيجياته وتحدياته. ومن أبرز الأسئلة المتداولة:
ما أهمية الاقتصاد المعرفي في السعودية ؟
يسعى الاقتصاد المعرفي إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار. إلى جانب خلق فرص عمل جديدة في مجالات البحث، التعليم، والتكنولوجيا.
ما هي أبرز القطاعات المستهدفة في الاقتصاد المعرفي في السعودية ؟
من أبرز القطاعات المستهدفة:
- التعليم والبحث العلمي
- الطاقة المتجددة والابتكار الصناعي
- تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي
- الصحة الرقمية والخدمات الذكية
في ختام حديثنا عن الاقتصاد المعرفي في السعودية ، نجد أن هذا الاقتصاد يعد استراتيجية وطنية لتطوير القدرات البشرية، وتعزيز الابتكار. وذلك من خلال البحث العلمي، الاستثمار في التعليم، والتقنية الحديثة. ويمنح نجاح الاقتصاد المعرفي السعودية القدرة على خلق فرص جديدة، ودعم ريادة الأعمال في المملكة.
وإن كنت من المهتمين بالمعرفة يمكنك الاطلاع على بيت الثقافة في جازان من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.